في حياتنا اليومية نجد أن الكبار يشتركون في كل أنواع العلاقات الإنسانية المرتكزة على العمل أو النشاطات المختلفة في أوقات الفراغ والتي قد ينتج عنها استمرار العلاقات أو إيقافها. فعلي سبيل المثال يمكننا دعوة زوجين قد سكنا بالقرب مؤخراً، ومن خلال المحادثة نحاول معرفة ما هي الموضوعات المشتركة فيما بيننا وبالتالي نتبادل الآراء والانطباعات، فيمكننا التحدث عن الأطفال ومدارسهم، وبعض المناطق المختلفة في البلد الخ. و يبدو أيضاً أنه من الطبيعي اكتشاف ما يعجب الآخرين وما عملهم ( مع العلم بأن بعض الناس ليس لديهم مصلحة في معرفة الآخرين أو حتى الالتقاء بهم وقد يرجع ذلك إلى الكبرياء أو الخجل ) وبالتالي فمن الشروط الأساسية لأي علاقة صداقة وجود شئٌ مشترك بين الأفراد والذي يتضمن وجود بعض الصفات أو الطباع مشتركة بينهم بالإضافة إلى القبول المتبادل بين الطرفين، وإذا نتج عن ذلك نمو لعلاقة أعمق وانضج، إذا فُهم على استعداد تام للمشاركة في الخبرات، والمشاعر، والأفكار وأيضاً آمالهم في الحياة.   فأبنائنا يصادفون مواقف من هذا القبيل، في المنزل، في المدرسة وفي الأندية بالنسبة لصغار السن، فليس كل معارفهم هم أصدقائهم، حتى ولو اشتركوا معهم في العديد من الأنشطة .هكذا عندما نضع مسألة السن في الاعتبار، نجد أن العلاقات ستتفاوت في مدى عمقها أو مفهومها وذلك عندما نأتي لتنظر إليها على أنها مجرد صداقه ‍‍‍‍‍! فهل يمكننا مثلاً أن نطلق كلمة صداقة على العلاقة بين الأباء والأبناء، أو حتى بين الصبية و الفتيات الصغار؟! هنا سوف يختلف المفهوم الأساسي للصداقة، فهي لم تعد مجرد مشاركة في بعض الأنشطة أو التعرّف على أحد وعلاقة لمدة طويلة .. فالصداقة تحتم بعض الاتصال والذي قد ينتج عن عمل طويل أو اجتماع مدته نصف ساعة . فهي ارتباط روحي حرّ يجمع كل المشاعر القوية الخلاّقة و المتبادلة للمحبة لدى الإنسان، فهي اتصال خالٍ من أي جنس، أو غريزة أو اشتهاء للجسد .   وبالتالي نجد أنه من الممكن تكوين علاقة صداقة بين الأباء وأبنائهم، بل بالأحرى تتعدى العلاقة أكثر من الصداقة والمشاعر المرتبطة بها. فكلّما كان هناك اتصالٌ دائمُ بين أفراد الأسرة بحيث يحاول كل فرد فيها مساعدة الآخرين على النمو، هنا تنشا الصداقة. ولكن يجب الأخذ في الاعتبار ببعض الأباء الذين يعملون على معرفة أخبار أبنائهم و مساعدتهم ومساندتهم بدون اعتبار لرد فعل للابن إلا أن ذلك لا يندرج تحت الصداقة. ففي الغالب يتّفق الجميع، أنه من المهم أن يكون الأباء أصدقاء لأبنائهم بحيث يقدر الأبناء على الإدلاء بأدق تفاصيل حياتهم مع حفظ السرية، ذلك سوف يُنشأ جواً من الثقة المتبادلة والاتصال فيما بينهم. وهكذا لا يقدر الأباء أن يفرضوا الصداقة على أبنائهم، بل يقدرون أن يصادقوهم في حالة وجود رد فعل أو بإرادة أبنائهم، وأيضاً عن طريق محاولة الحصول على تجاوب منهم، ولهذا يجب أن يرى الأبناء الأشياء الجيدة في الأبوين لكي يستطيعوا أن يستجيبوا لهم. فعندما يبدأ الابن بالاهتمام بشخص والده، يمكنه أن يفعل ذلك كابن أو كصديق. فكلا الطريقتين تكملان بعضهما البعض، ولكن يلزم أن نؤكد أن فكرة البنّوة قائمة بين الأب و الابن حتى ولو لم ينجحوا كأصدقاء.   أما عن العلاقة بين الولد والبنت، فهي تُشكّل نوعاً آخر من المشاكل. فمن مراجعة تعريف الصداقة الذي تحدثنا عنه في البداية، نجد أنه من الطبيعي أن تنشأ علاقة صداقة بين الولد والبنت، فهو على اتصال دائم، كما يمكنهم أن يتبادلا الإعجاب بصفات بعضهم البعض ومن هنا تنشأ العلاقة.ولكن يحدونا أن نُشير إلى أنه عندما يأتي الموضوع في حدود جنسين مختلفين، تطرأ بعض الأمور الأخرى، فقد تحملهم مشاعرهم ( مشاعر الإعجاب والانجذاب والميل للجنس الآخر ) إلى حدوث التقاء جسدي فيما بينهم، وبالتالي إن لم يتمكنوا من ضبط أنفسهما فليتزوجا، وإلاّ فيتشبهون بالحيوانات التي تمارس الجنس فيما بينها بشكل غريزي محض ولا حكمة لديها أو إرادةفي التحكم في مثل هذه الأمور، فهم يمارسون الجنس كغريزة عمياء بدون أي حدود أو روابط اجتماعية. وهكذا يمنع الزواج من وجود أي علاقة غير سوية أو قانونية اجتماعيا، فهو يحترم الارتباط بين أي أثنين ويعطيهم الحق في أي ارتباط صحيح يحدوه الصرامة، والاحترام المتبادل بينهم بل واحترام المجتمع لهم ويضمن لهم العفة والطهارة. The whole Raison of Being of man and woman is obvious from ( Gen. 1: 27 – 28) "God created man in the image of himself, in the image of God he created him, male and female. and God blessed then and said unto them,Be Fruitful and multiply and replies the earth ".     وبالتالي تُلزم العلاقة الشخصية مع إنسان من الجنس الأخر في سن صغير إلزام نفسه كلياً وجسدياً وروحياً. فالشاب الذي لديه المبادئ الصحيحة يستطيع أن يُفرّق بين النقيضين وقد يعي إنه قد يقدم على علاقة خاطئة لها عواقب سيئة أو مخاطر. ولذلك فعندما يشعر الشاب إنه قد توافق مع فتاة يريد حقاً الارتباط بها، لابد أن يكون ذلك على أساس أنه يفكر فيها كشريكة حياته، وبالتالي يُعاملها بكل احترام لأنها ستكون شريكه له في مؤسسه الزواج التي يباركها الله. وبالتالي إن لم يسمُ بعلاقته بها فوق مستوى الغريزة فسيُؤدي ذلك للخطأ و لن يدفعه ذلك إلى ممارسه الجنس قبل الزواج، بل ستكون أفكاره أنقي وأكثر احتراما بكثير فيما يخص شريكة حياته.   وعلى النحو الآخر، نرى أن كلا الجنسين يُمكنهم أن يتلاقوا في بعض الأنشطة، وذلك إذا كانت موضوعات هذه الأنشطة بنّاءة، مثل المذاكرة من أجل الامتحان، فهذه ليست صداقة ولكنها زمالة، وكل ما يجب عليهم فعله هو أن يضعوا في فكرهم الحدود اللائقة في هذه العلاقة بينهما .ولعل سوء فهم العلاقة بين الجنسين يرجع إلى تنشئة الأطفال من خلال جنس واحد، وبالتالي عندما يصطدموا بواقع وجود جنس آخر يجب التعامل معه، وقد يسيئوا فهم هذه العلاقة، وذلك لسبب بسيط جداً وهو إنهما لم يُوجهوا من البداية من ذويهم، ومن مدرسيهم. ولهذا يجب أن يتدرّب الأطفال على كيفية استخدام عقولهم وإرادتهم لأن الكبت المُسبب من الأهالي قد يُؤدي بهم إلى فهم خاطئ للأمور وخاصة من الجنسين ولهذا تصير العلاقة بين الرجل والمرآة في أي مجتمع علاقة مريضة وليست علاقة طبيعية مثلما بين الأخ وأُخته أو الزميل وزميلته. 
 
 بقلم: د. كوستي بندلي
  1-   الصوم انقطاع عن الأطعمة غايته ان ينصرف الانسان عن الاهتمام بعطايا الله، اية كانت اهميتها بالنسبة اليه، الى الاهتمام بالله نفسه الذي هو مصدر هذه العطايا وألف وياء الانسان. انه بالتالي عبادة لله يقدمها الانسان في جسده ومن خلالها يسعى الى الاتصال بالله بتقبل حضوره فيه.
2- ولكن شرط هذا الاتصال المحيي بين الانسان والله ومحك أصالته إنما هما اتصال الانسان بأخيه الإنسان وتآلفه معه. فمحبة الله ومحبة القريب متلازمتان كما علم السيد، إنهما الوجهان اللذان لا ينفكان للوصية العظمى التي هي "كمال الناموس". لذا فكما أن الصوم جهاد للقاء الله، فهو بآنٍ معاً وبحركة واحدة، جهاد للقاء القريب. والقريب، كما علمنا المسيح، هو كل انسان إذا اقتربنا منه بالتعاطف معه والاهتمام بحاجاته.
3- إن محبة القريب هذه، وهي غاية أساسية من جهاد الصوم، تتوجه بنوع خاص إلى كل المعذبين والمحرومين، هؤلاء الذين علمنا المسيح انهم صورته بيننا وان كل ما فعلناه أو قصرنا به تجاه كل واحد منهم، إنما نكون قد فعلناه أو قصرنا به تجاه السيد نفسه. تلك هي زبدة إنجيل الدينونة الذي تتلوه الكنيسة على مسامعنا عند العتبة الأولى من الصوم، في أحد مرفع اللحم: "كل ما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الصغار، فبي فعلتموه... كل ما لم تفعلوه بأحد أخوتي هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه" (متى 25: 40 و45). وفي العهد القديم، قال الله في سفر أشعيا النبي: "أليس هذا هو الصوم الذي آثرته حل قيود النفاق وفك ربط النير وإطلاق المضغوطين أحرارًا وكسر كل نير. أليس هو أن تكسر للجائع خبزك وان تدخل البائسين المطرودين بيتك وإذا رأيت العريان أن تكسوه وان لا تتوارى عن لحمــك" (اشعيا 58: 6و7).
4- وإن شئنا ان نتعلم كيف تمارس المحبة، وجب علينا ان نتتلمذ على المسيح: "أحبو بعضكم بعضًا كما أحببتكم أنا" (يوحنا 15: 12). فالمسيح لم يشأ أن يبقى خارج مأساتنا وأن يرسل لنا الخلاص من عليائه دون ان يمتزج بنا. إنما شاء أن يشاركنا في الصميم، أن يصبح واحداً منا لكي نصبح واحدًا معه. لقد شاركنا فقرنا ليمكننا من مشاركة غناه. تلك هي المحبة الحقة، إنها ليست عطاء مترفعًا بل مشاركة محيية. هذا ما ينبغي بالتالي ان نحياه بشكل خاص في زمن الصوم. فالصوم توبة، أي تغيير ذهنية، لأنه انتقال من موقف الاستهلاك الى موقف المشاركة.
5- هذا ما نستطيع ترجمته، بشكل راهن، ملموس، اذا اعتبرنا ان فترة الصوم إنما هي فترة نشارك بها، من خلال نظامنا الطعامي وما سواه من مجالات الحياة، نمط عيش جياع الارض وبائسيها، فنرتضي بأن نحرم انفسنا من الطيبات التي حكم عليهم بأن يحرموا منها، وذلك بغية رصد ما نوفره في هذا المجال لنقدمه هبة لهم فنخفف ولو جزئيًا بؤسهم من خلال مشاركة ولو رمزية فيه. هذا ما كان يفعله المسيحيون الأولون: فقد شهدت لنا الكتابات القديمة انهم كانوا، وهم في معظمهم فقراء، اذا شاؤوا أن يساعدوا افقر الأخوة بينهم، يصومون من حين الى آخر، كي يحملوا إليهم ما وفروه بحرمان أنفسهم.
6- ان كثيرين من مسيحيي اليوم يجتهدون في احياء تلك الخبرة التي عاشها آباؤهم في الايمان، اذ قد إكتشفوا معناها الانجيلي العميق واهميتها في عالم يعاني من تناقض في مستويات المعيشة. إن الدراسات العلمية تثبت اليوم ان نسبة تتراوح بين 10 و15 بالمائة تشكو من الجوع وان 60 بالمائة من البشرية تشكو من سوء التغذية. تشير الإحصاءات إلى أن إثني عشر ألف شخص يموتون جوعًا كل يوم، بينما تعاني أقليات من البشر من أمراض التخمة. صوم المشاركة يعني، من هذا المنظار، أننا، ولو جزئيًا ولفترة ما، ننضم الى مصف الجائعين والمحرومين، لكي نشعر معهم في الصميم ونشاركهم بؤسهم. إن إمتناعنا عن اللحم مثلا في بلد جعل فيه جشع المحتكرين هذه المادة الغذائية الرئيسية فوق متناول الفقراء، يعني مشاركة لهؤلاء لا بالكلام والعواطف وحسب، إنما بمساهمة فعلية في حرمانهم نحياها في الجسد.
7-   نحن مدركون أن صوم المشاركة هذا ليس حلاً لمشكلة البؤس والجوع. إننا لا نقدمه بديلاً عن الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إنما نحن مقتنعون بأن من التزامه صادقًا يستطيع من خلاله، بنعمة الله، أن يهتدي إلى المشاركة الحقة التي لا أخوّة بدونها فيُنتَزَع قلبه الحجري ليحل محله قلب لحمي يتحسس لآلام الناس، ويستيقظ فيه "جوع وعطش إلى البر" يدفعه إلى نضال لا هوادة فيه من أجل أن تزول بنى الظلم والاستغلال وتستأصل جذورها من قلوب الناس ويسود العدل في الارض وتصبح البشرية فعلاً عائلة أبناء الله.
 
تريد أن اعرف من أنت قل لي من تعاشر ، فمعشرك يدل على خواصك على شخصيتك وأسلوب حياتك ، وربما تعاشر رفاق السوء وأنت إنسان صالح انجرفت إليهم صدفة ،فتجد بنفسك الاشمئزاز والرغبة بالابتعاد عنهم ولكنك لا تستطيع .  شيء يجذبك إليهم ترى ما هو هذا الشيء ؟ أتعلم؟ الأشرار يرافقهم مدرسهم العظيم إبليس . يغريك بحياة الطرف وحياة المتعة واللامبالاة مما ينسيك أصلك ,بيتك ,تقاليدك, القيم والأخلاق وعندما تتفاقم الأمور نراك سارحاً بأفكار تبحث عن الشر وتتعلم طرقه . إن كنت متعبداً فتنسى عبادتك حتى انك تكفر بالله ، وهنا يكون إبليس قد انتصر : وحتى لا يكون لنا هذا يجب أن لا ننجذب إلى الأشرار أصلاً ولا نحاول تقليدهم لأن بابهم واسع ورحب للذين يرغبون بالدخول فيه ،  إذاً احترزوا من رفاق السوء.

 
   " إن الحياة الجامعية لها بركات كثيرة جداً، وأثار مهمة في تكوين وإنضاج الشخصية،  كما أن فيها مستجدات كثيرة تختلف عن الحياة فى المدارس الثانوية، فمثلاً   1- أنت تتمتع الآن بحرية كاملة في الحضور والانصراف، فلا طابور صباح، ولا كشوف حضور يومية، ولا إخطار لولي الأمر... ولكن هذه الحرية تقابلها مسئولية كبيرة، فالمطلوب أن تضبط نفسك أمام أبواب الجامعة المفتوحة، والكافتيريا التي تغص بالطلاب المنصرفين عن محاضراتهم، إلى أحاديث ومرح ومزاح لا يبنى "ليكن كل شئ بلياقة وحسب ترتيب" (1كو 40:14). 
2- وفى الجامعة ستجد فرصة الاختلاط مع الجنس الآخر... وهو أمر هام جداً فى نضوجك النفسى... المهم أن تعرف كيف تختلط حسناً... فلا ترتبك فى علاقة شخصية سريعة... تدمر حياتك الروحية والدراسية، ولا تصل بك إلى شئ.. وذلك لسبب بسيط أنك الآن فى مرحلة "الجنسية الغيرية العامة".. أى أنك تتعرف على الجنس الآخر بصورة شاملة.. وسوف لا تستطيع تحديد شريك حياتك إلا حينما تدخل إلى مرحلة "الجنسية الغيرية الأحادية" وذلك حينما تكون مؤهلاً روحياً ونفسياً.   لإختيار شريك حياة واحد وثابت.
  3- أما أسلوب الدراسة فى الجامعة فمختلف تماماً عن المرحلة الثانوية، فأنت لم تعد واحداً من أربعين أو خمسين طالباً، يعرفكم الأستاذ بالإسم أحياناً، أو حتى بالشكل، ويسألكم إن كنتم استذكرتم ما فات، ويناقشكم فى الدرس هل فهمتم أم لا؟.. هذا كله قد انتهى، فأنت ضمن آلاف مؤلفة من الشباب، ينحشرون فى مدرج ضخم، والأستاذ يتكلم بسرعة كبيرة، ويترك الكثير لمجهودك الشخصى.. الخ وحيث لا توجد متابعة يومية لك، يمكنك تأجيل المذاكرة إلى الشهر الأخير، الذى لا يصلح أن يخلق منك إنساناً ناجحاً ومتفوقاً، كما لا يضمن الإنسان ماذا سوف تكون ظروفه من مرض أو مشاكل...     4- وبعض الشباب يكون مغترباً قادماً من بلاد غير بلد الدراسة، ويعانى هؤلاء فى السكن، والطعام، والاستذكار، وربما فى الدخول فى مجموعات غير متجانسة روحياً وأخلاقياً اجتماعياً ومادياً، يعطلون بعضهم بعضاً فى الاستذكار والتقدم، نجد هذا فى المدن الجامعية، أو السكن الخارجي، أو السكن لدى الأقارب، وما يمكن أن يحدثه من متاعب... الخ.   ولكن... أمام كل هذه التحديات، هناك الرؤيا السليمة للأمور، والصدق مع الله والأسرة والنفس، والارتباط السليم بالمسيح والإنجيل والكنيسة    والأصدقاء الصالحين... "الصديق يحب فى كل وقت" (أم 17:17) ولاشك أن هذه التحديات تخلق شباباً ناضجاً يتحمل المسئولية، وينجح فى الحياة، ويمكن الإعتماد عليه. ومن المعروف علمياً أن مرحلتين من مراحل نضوج الشخصية هما:   تحقيق الذات، والصداقة الوثيقة، تقعان داخل الحياة الجامعية، فحينما ترتبط بحياة روحية سليمة، سوف ينجح فى إنجاز ما يبنى نفسك، وفى تكوين صداقات بناءة تبقى معك طول العمر "الصديق ألزق من الأخ" (أم 17:17)، "المساير الحكماء يصير حكيماً ورفيق الجهال يضر" (أم 20:13).   أنصحك أيها الحبيب... أن يكون لك... 
1- نظام روحي :  فى الصلاة، وقراءة الإنجيل، وحضور القداسات، والإجتماعات الروحية، والتناول، والإعتراف، والقراءات الروحية.. بنظام محدد تجنى ثماره مع الوقت. "حيث لا تدبير يسقط الشعب" (أم 14:11)، "ليكن كل شئ بلياقة وحسب ترتيب" (1كو 40:14).   2- أب روحي :  إذ بدون إرشاد روحي سوف تتقابل مع تساؤلات ومتأزمات نفسية وعثرات روحية تحتاج إلى سند وإرشاد وإلا تعثرت حياتك "لأن الرب يعطى حكمة من فمه المعرفة والفهم، يذخر معونة للمستقيمين هو مجن للسالكين بالكمال" (أم 6:2-7).    3- وسط روحي :  أن تنتمي إلى وسط روحي مقدس، كنيسة قريبة من مسكنك، لتكون لك فيها جماعة أصدقاء، وجو نقى يبنى حياتك الروحية والاجتماعية والوجدانية... فالإنسان يستحيل أن يحيا في جزيرة منعزلة... ولابد أنك سترتبط بمجموعة أصدقاء... فما أجمل أن يكونوا من الوسط الروحي... "الصديق يهدى صاحبه أما طريق الأشرار فتضلهم" (أم 26:12).   أدعو لك بالبركة الروحية والنجاح الدراسي والنضج المحبوب..  "وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً" (تك 2:39)، "لأن الرب يكون معتمدك ويصون رجلك من أن تؤخذ" (أم 26:3).