الكتاب المقدس
عصمة الكتاب المقدس - الجزء الأول

أ‌-        الكتاب المقدس كتاب صادق لم يحاب انساناً مهما كان , فحينما كتب الكتاب بالروح القدس أفنوا ذواتهم فلم يفتخروا .. ذكر معلمنا متى عن نفسه أنه كان عشاراً وهى أحط مهنة فى نظر اليهودى , ويذكر بطرس جحوده , ويشير الأنجيليون إلى هروبهم وقت صلب يسوع له المجد .

ـ ذكر سكر نوح ( تك 9 : 21 ) , كذب ابراهيم ( تك 12 : 20 ) , قتل المصرى بواسطة موسى (خر2 :12 ) , تحدث عن زنا داود وقتله أوريا الحثى ( 2 صم 11 ) , واعتراف أشعياء بنجاسته ( أش 6 ) , ودانيال بخطيئته هو وشعبه ( دا 9 : 4 – 20 ) وهكذا .....

ب‌-    إن التلاميذ كتبوا الأنجيل من أماكن بعيدة , فكيف استطاع ان يتفق التلاميذ المتفرقين فى الأماكن البعيدة على موضوع الصلب ؟ وكيف اتفقوا مع اليهود أعدائهم ومع 24 نبياً كتبوا عن المسيح فى فترة زمنية طولها 1600 سنة قبل المسيح ؟ وهذا مع أن اليهود ينكرون صلب المسيح وموته وقيامته , فوجود هذه الحوادث فى التوراة هو أقوى دليل على صدق الكتاب المقدس .

أ‌-        انتشار المسيحية فى أوربا وأسيا والأسكندرية – بلاد الفلسفة والعلم والقوة العسكرية – مع أن :

1-      كان الرسل أناس سذج ( صيادى سمك ) ليس لهم لسان الفلاسفة ولا اقناع العلماء ولا سيوف الرومان .

2-      كان الرسل ينادون بتعاليم صعبة ضد الميول البشرية , فحرم الأنجيل محبة العالم وشهواته حتى مجرد النظرة الشريرة , وحض على الزوجة الواحدة وحرم تعدد الزوجات , وحث على البتولية وعدم الزواج .

3-      كان الرسل فقراء مادياً واجتماعياً غير معتمدين على أى سلاح مادى ( لو 10 : 3 )

4-      قام الرسل بتبشير أكبر دولة فلسفية فى العالم ( اليونان ) , وأكبر مدرسة وثنية فى العالم ( الأسكندرية ) , وأكبر دولة عسكرية فى العالم ( الرومان ) .

د- كان أفضل على اليهود أن يحذفوا كل ما يتكلم عن خرابهم وكل ما من شأنه تحقيرهم , والأوصاف الشنيعة التى وصفهم بها الله . فهم الشعب الغليظ الرقبة , فيقول فى أشعياء ( 1 ) " الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه , أما اسرائيل فلا يعرف . شعبى لا يفهم ... كل الرأس مريض وكل القلب سقيم . من أسفل القدم الى الرأس ليس فيه صحة بل جرح وأحباط ... بلادكم خربة مدنكم محرقة بالنار " , وهذا غير وصفهم بالأمة الزانية ( اقرأ أرميا 3 , حزقيال 16 ..... )


 
الكتاب المقدس

وحدة الكتاب

ـ يحتوى الكتاب المقدس على 73 سفراً كتبها نحو 39 شخصاً , منهم المللك ( داود وسليمان ) والقائد ( يشوع ) , والراعى ( عاموس ) الذى تربى بين الحقول والكاهن ( زكريا ) , والنبى ( أشعياء و صموئيل ) , والطبيب ( لوقا ) والصياد ( بطرس ويوحنا ) , والفيلسوف ( بولس ) ...

وغيرهم من بيئات مختلفة وأوساط متفاوتة فى أماكن عديدة من مدن وقرى فلسطين إلى بابل وروما وبطمس وغيرها ... كتبوها فى القفارى والصحارى , فى القصور والسجون , فى الأماكن الرفيعة والوضيعة ( فالقديس لوقا كتب وهو ينتقل براً وبحراً بين بقاع العالم كارزاً بالمسيح , بينما أرميا كتب سفره وهو فى جب سجن مظلم , وموسى النبى دون أسفاره الخمسة وهو فى جزيرة بطمس , وداود النبى أنشد بعض مزاميره وهو فى قصر أورشليم , والرسول بولس خط بعضاً من رسائله وهو فى السجن ) ....

ـ ومع أن كتابتهم إياه استغرقت عصوراً طويلة ( حوالى 1600 سنة ) فأولها سفر التكوين كتب فى الفترة من سنة 1450 : 1491 قبل الميلاد و أخرها سفر الرؤيا كتب سنة 96 بعد الميلاد , وبرغم التفاوت بين الكتاب ( فمنهم الغنى ومنهم الفقير .... منهم العالم والجاهل ....منهم الصياد والراعى ),

وتباين الأمكنة والأزمنة فإن الذى يقرأ هذا الكتاب الإلهى يحس أنه يعيش فى جو واحد , وتحت تأثير قلم واحد , وكأنه كتب فى يوم واحد ومكان واحد ذللك لأن يد القدير هى التى كانت تكتب وتسطر , الله أوحى لأنبيائه أن يكتبوا ما أملاه هو عليهم .

ـ ومن يقرأ هذا الكتاب الإلهى أيضا يجده يدور من سفر التكوين حتى سفر الرؤيا حول موضوع واحد وهو الفداء والخلاص بالرب يسوع الذى " له يشهد جميع الأنبياء " ( أع 10 : 43 ) . فالمسيح هو موضوع الكتاب كله . فمن أول سفر التكوين , فى ذبيحة هابيل , إلى أخر سفر الرؤيا فى الخروف المذبوح , يتكلم الكتاب المقدس عن دم يسوع المسيح الذى يطهرنا من كل خطية . وقد قال ( د . صراهام سكروجى ) " وراء الكتاب المقدس شخص واحد , انبئ عنه فى العهد القديم , واظهر فى الأناجيل , ونودى به فى سفر الأعمال , وامتللك فى الرسائل , أما فى سفر الرؤيا فنراه متفوقاً "

ـ إننا فى أى جزء من العهد القديم فنجد عملية الفداء بارزة . أما فى العهد الجديد فإن الأسفار كلها تدور حول السيد المسيح وحول عملية الفداء التى قام بها . فإذا أخرجنا الفداء وأخرجنا المسيح من الكتاب فلا يبقى لنا بعد شئ فيه ... فيا للعجب على ارتباط الكتاب كله من أوله الى أخره .


ـ نبيات :
مريم أخت هرون ( خر 15 : 20 ) , دبورة ( قض 5 : 1 ) , حنة أم صموئيل ( 1صم 2: 1 ) , خلدة امرأة شلوم ( 2مل 22: 14 ) , حنة بنت فنوئيل ( لو 2 : 36 ) , بنات فيلبس الأربع ( أع 21 : 9 ) ...



 
الكتاب المقدس

الفصل الثانى :
الكتاب كلام الله

ـ عندما نقول ان كتاباً هو كلام شخص ما نعنى ان هذا الشخص كتبه , الفه . فكيف الله هو مؤلف الكتاب ؟
الكتاب كتاب موسى ويشوع ومرقس وغيرهم ولكن مع ذللك فالله هو المؤلف , هو الذى يوحى ( والوحى هو عمل الروح القدس فى العقل البشرى )
ـ يقول القديس بولس " فالكتاب كله من وحى الله يفيد فى التعليم والتفنيد والتقويم والتأديب فى البر " (2تى 3: 16 ) .
1-      يفيد فى التعليم : تعليم الحقائق الألهية وكل ما له علاقة بالخلاص الأبدى
2-      يفيد فى التفنيد : تفنيد كل باطل وتعليم كاذب
فهو نافع للتعليم والتوبيخ , للتقويم والتأديب . انه يكمل ويعد الناس لكل عمل صالح .


ـ لان واضع الكتاب هو الله نفسه " إذ لم تأت نبؤة بإرادة بشر , ولكن الروح القدس حمل بعض الناس على أن يتكلموا من قبل الله " ( 2 بط 1 : 21 ) ...... " والأن اذهب وانا اكون مع فمك واعلمك ما تتكلم به " ( خر4 : 12 ) ...... " كما وعد بلسان أنبيائه الأطهار فى العهد القديم " ( لو 1 : 70 ) ...... ونجد عبارة " هكذا يقول الرب " جاء ذكرها 2000 مرة فى العد القديم .

ـ واننا نجد البعض ممن يكرمون الكتاب يقولون ان كل كلمة فيه هى من الله .. ان تكريم الحرف نوع من عبادة الأصنام . فالأيقونة مثلاً خشبة والقديس انسان والأنجيل أحرف , ولكننا عندما نكرم الأيقونة والقديس والأنجيل لا نكرم مادة الأيقونة أو شخص القديس أو حرف الأنجيل , وانما حضرة الله المخفية والمعلنة فى أن واحد فى كل من الأيقونة والقديس والأنجيل .

ـ لن يوجد وضع فى الحياة لا تجد له فى الكتاب المقدس كلمة تعزية إن كنت فى محنة , أو شدة , أو تجربة , فللك فى الكتاب وعد . فى الفرح أو الحزن , فى الصحة أو المرض , فى الفقر أو الغنى , فى كل ظروف الحياة .

·         إن كنت جزعاً ... إجلس هادئاً وتأمل فى صبر أيوب
·         إن كنت عنيداً ... إقرأ عن موسى وبطرس
·         إن كنت فاتر الهمة ... إقرأ عن ايليا ونحميا
·         إن لم تجد أغنية فى قلبك استمع إلى داود
·         إن كانت حياتك تسير إلى أردأ ... إقرأ إشعياء
·         إن كنت بارد المحبة ... إقرأ عن التلميذ المحبوب
·         إن كنت إيمانك ضعيفاً ... إقرأ عن بولس
·         إن كنت متكاسلاً ... إقرأ رسالة يعقوب
·         إن كنت تغمض عينك عن المستقبل ... إقرأ عن ارض الموعد فى سفر الرؤيا

ـــ الفرق بين العهدين :

فى العهد القديم إشارات ورموز ونبوات عن الخلاص الذى هو محور الكتاب المقدس , وفى العهد الجديد اتمام لهذه النبوات وتحقيق لهذه الرموز والإشارات , فكأن العهد القديم هو الظل والرمز , والعهد الجديد هو الحقيقة والمرموز اليه .

ـ العهد القديم جاء بالشريعة والناموس ليعرف الإنسان بالخطأ والصواب بينما العهد الجديد جاء ليحرر الأنسان من قيود الناموس وجذور الخطية وتسمو به إلى القداسة والكمال .

ـ فى العهد القديم يخاطب الله الأنسان كعبد فيأمره بتنفيذ بعض الفروض والوصايا وينهيه عن بعض الأمور الأخرى . أما العهد الجديد فيخاطب الله الأنسان كإبن ( وارث للأمجاد , مواعيد الله له )


 
الكتاب المقدس
تقسيم العهد القديم :

يمكن تقسيم العهد القديم إلى :
1-      أسفار الناموس (5) :
وتعرف بالتوراة وكاتبها هو موسى , وهى : التكوين  , الخروج  , اللاويين  , العدد  , التثنية
2-      أسفار تاريخية ( 16 ) :
هى يشوع بن نون , القضاة , راعوث , صموئيل الأول والثانى ( هذان الكتابان هما فى ترجمة اليسوعيين الأول والثانى من سفر الملوك ) , والملوك الأول والثانى (هذان الكتابان هما فى ترجمة اليسوعيين الثالث والرابع  من سفر الملوك ) , أخبار الأيام الأول والثانى , وعزرا , نحميا , طوبيا , يهوديت , أستير , المكابين الأول والثانى
3-      أسفار نبوية ( 18 ) :
أ‌-        الأنبيا الكبار (6) :
أشعيا , أرميا , مراثى أرميا , باروك , حزقيال , دانيال
ب‌-    الأنبياء الصغار (12 ) : 
      هوشع , يوئيل , عاموس , عوبديا , يونان , ميخا , ناحوم , حبقوق , صفنيا , حجاى , زكريا , ملاخى ..
4-      أسفار شعرية (7) :
أيوب , المزامير , الأمثال , الجامعة , نشيد الأنشاد , الحكمة , يشوع بن سيراخ ...
5-      الأسفار المحذوفة :
الطبعات الكاثوليكية تحتوى فى العهد القديم على 7 كتب تنقص فى الطبعات البروتستانية وهى ( باروك – الحكمة – يشوع بن سيراخ – المكابين 1و 2 – طوبيا – يهوديت )
وبعض قطع وفصول منها :
1-      نشيد الفتية الثلاثة الوارد فى دانيال ( 3 : 24 – 90 )
2-      قصة سوسنة العفيفة
3-      التنين الواردة فى دانيال الفصل 13, 14
4-      الفصول السبعة الأخيرة من كتاب أستير
وهذه الكتب لا يعتمدها البروتستانت لا لسبب إلا لأنها من الكتب القانونية المتأخرة .....


+ تقسيم العهد الجديد :

اسم العهد الجديد مأخوذ من كلمات السيد المسيح ليلة صلبه  " هذه الكأس هى العهد الجديد بدمى الذى يراق من أجلكم " ( لو 22 : 20 ) , ويمكن تقسيم كتب العهد الجديد إلى :
1-      أسفار تاريخية ( 5 ) :
وهى الأناجيل الأربعة : متى , مرقس , لوقا , يوحنا , وسفر أعمال الرشل ...
2-      أسفار تعليمية ( 21 ) :
وهى رسائل القديس بولس الأربعة عشر ( رسالة رومية , كورنثوس الأولى والثانية , غلاطية , أفسس , فيلبى , كولوسى , تسالونيكى الأولى والثانية , تيموثاؤس الأولى والثانية , تيطس , فليمون , العبرانيين ) , الرسائل الكاثوليكية السبع ( رسالة القديس يعقوب , بطرس الأولى والثانية , يوحنا الأولى والثانية والثالثة , ورسالة القديس يهوذا )
3-      سفر نبوى :
وهو سفر الرؤيا
ـ ونورد للك احصائية بسيطة للكتاب المقدس حسب الترجمة البيروتية بدون الأسفار المحذوفة ذات القانونية المتأخرة وهى المتداولة بيننا الأن :

وقد أمكن تحديد أصغر سفر فى الكتاب المقدس وهو رسالة يوحنا الثانية , وأكبر سفر هو سفر المزامير .

وأصغر أصحاح وهو المزمور 117 , وأكبر أصحاح وهو المزمور 119 ...

وأصغر أية وهى ( يو 11 : 35 ) , وأكبر أية وهى أستير ( 8 : 9 ) , كذللك أمكن تحديد الأية الوسطى فى الكتاب المقدس وهى ( المزمور 118 : 8 )

-          وفى الكتاب المقدس توجد أسفاراً مكونة من أصحاح واحد فقط :

1-      فى العهد القديم : سفر واحد وهو سفر عوبديا

2-      فى العهد الجديد : أربعة أسفار وهم :

أ‌-        الرسالة إلى فليمون

ب‌-    رسالة يوحنا الثانية

ت‌-    رسالة يوحنا الثالثة

ث‌-    رسالة يهوذا

كما يوجد سفر واحد فى العهد القديم يتكون من أصحاحان فقط وهو سفر حجاى ...

+ لغات الكتاب :

فى الكتاب المقدس ثلاث لغات : العبرية والأرامية و اليونانية .

فالعبرية هى لغة القسم الأكبر منه . والأرامية هى لغة بعض الفصول : ] ( عزرا 4 : 8 ) إلى ( 6: 18 ) , ( 7 : 12 – 26 ) – (دانيال 2: 4 ) إلى ( 7 :28 ) – ارميا (10 : 11 ) – التكوين (31 : 47 ) ...

إلا انها كانت ولا شك اللغة الأصلية لأسفار عديدة ضاعت ولم تصلنا إلا بترجمتها اليونانية كسفر طوبيا وانجيل متى وربما الأنجيل الرابع , كمان أنها كانت لغة المسيح ومعاصريه والجماعت المسيحية الأولى .

-          أما اليونانية فهى اللغة الأصلية لبعض كتب العهد القديم : ( الحكمة , المكابين , ولكتب العهد الجديد بأكمله ( ماعدا القديس متى ) , كما ولكثير من الكتب التى ضاع أصلها : ( يهوديت , ابن سيراخ , الأول من المكابين , وقد كتبوا ولا شك بالعبرية ( جزء من ابن سيراخ وجد أخيراً بالعبرية ), طوبيا ومتى ( وقد كتبا بالأرامية ) )........

 
الكتاب المقدس
خذ كتابك المقدس , أفتح الفهرس , أبدأ بالتعرف على أسماء الكتب المقدسة تجد أن الكتاب المقدس ينقسم إلى قسمين : يدعى الأول العهد القديم , والثانى العهد الجديد .

- كلمة ( عهد ) معناها  اتفاق أو ميثاق .... وهى عبارة عن شروط تعقد بين اثنين فأكثر , ويراد بها هنا عهد الله الذى عقده مع بنى البشر :

1-      فيراد بالعهد القديم : اتفاق الله مع البشر أن يرسل لهم مخلصاً يسحق رأس الحية ( تك 3 : 16 )

2-      فيراد بالعهد الجديد : اتفاق الله مع البشر على أن من يؤمن بالأبن له حياة أبدية ومن لا يؤمن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله  ( يو 3 : 36 )

وسمى كل منهما عهداً لان كل منهما ختم بالدم , العهد القديم ختم بدم الذبائح الحيوانية , والجديد بدم السيد المسيح .

+ ولم يكن يوجد فى الكتاب المقدس فقرات ولا محطات ولا وسعات بين كلمة و أخرى أو بين الجملة والجملة , بل كانت الحروف والكلمات ملتصقة كلها بعضها ببعض حتى أن السطر كانت ككلمة واحدة , ولأجل ذللك رشدت الضرورة إلى وضع بعض علامات للتقسيم لأجل القرءة العامة والخاصة ..

+ أما تقسيم الكتاب المقدس إلى أصحاحات فهو صنع الكاردينال " هوجو" عام 1040 م , وقد قسم العهد القديم إلى أيات ( الراهب " بنجنينوس" ) عام 1527 م , وقد قسم العهد الجديد إلى أيات يقابلها العدد فى الحواشى العالم الفرنسى " روبرت اسطفانوس " عام 1545م . فهذه التقاسيم مفيدة لنا ...

+ والقسمان كلاهما جامعان 73 سفراً , منها 46 سفراً متدرجة فى العهد القديم , 27 سفراً متدرجة فى العهد الجديد ..


منقول من مجلة صادرة عن كنيسة القديس بطرس للأقباط الكاثوليك بزفتى
صادرة عام 1983 م

إنتظرونا فى الجزء الثانى من أقسام الكتاب .....
جروب كاثوليك 
 
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
Picture
 
قالوا عن الصوم هو لتوفير أموال الطعام، وقال آخرون صُم لتشعر بالمحتاجين والفقراء، كما قيل صُم حتى تجني حسنات. ويوجد من يصومون فقط لأن هذا فرض عليهم. وأما نحن فلماذا نصوم؟
  لماذا نصوم؟
يجيب على هذا السؤال السيد المسيح في الإنجيل بحسب القديس (متى 6 - 1 : 18) فنجده يركِّز على البعد الداخلي للصلاة والصوم والصدقة.  فنتعلم من كلامه أن الصوم لا يتوقف على مظهره الذي هو الطعام ولكن على جوهره ألا وهو التعمق في الله والوقوف مع الذات.   نجد في هذا النص أن أبناء العالم لهم طريقة للصوم وتقديم الصدقة والصلاة، وهي الوقوف على المظهر كما ذكرنا أعلاه وهو أنواع الطعام وشكل الإنسان ليظهروا أنهم صائمون أو أنهم مصلون، ولكن المسيح لم يشجع هذه الطريقة التي تركز على الظاهر فقط لأن الرب يسوع يريد أن تقربنا هذه الأعمال التقوية من الله وأن لا تتحول الأعمال لمظاهر. فركز السيد المسيح على أهمية بناء العلاقة الداخلية الشخصية السرّية بين الله والإنسان. فلم يكن هدف الصلاة والصوم والصدقة الوقوف عند الأفعال بحد ذاتها بل هدفها الأول هو بناء الإنسان الباطني والتركيز على عالمنا الداخلي الذي لا يقل أهمية عن العالم الخارجي لا بل بدون عالم داخلي متزن لن يكون هناك عالم خارجي مزدهر، فالإنسان إذا شعر بالسلام الداخلي فسينشره في العالم الخارجي وفي محيطه والعكس صحيح.
      لماذا نصوم ونصلي؟ وهل للصوم فائدة؟
  كما الطفل في بطن الأم يتغذى عن طريق الحبل السُري، هكذا الإنسان في الأرض يتغذى روحيا وكيانيا من مصدر حياته الله الخالق. الصوم هو الطريق الذي يساعدنا من التقليل من الاهتمام بالجسديات والماديات والتركيز على النفس والروح. فالصلاة تساعد الإنسان أن يكتشف ذاته أمام الله. وكلما أراد الإنسان أن يُنمّيَ نفسه ويغذي روحه فعليه أن يقترب من الله. ولأن الله روح فعلينا أن نقترب منه ونتعامل معه عن طريق أرواحنا وكياننا الداخلي وليس بالماديات. فالصوم يساعدنا أن لا ننشغل بالطعام والماديات بل نركز على الروحيات ومعرفة كياننا. فنحن نصوم لكي نستطيع التعمق في الله الذي هو روح. أصوم عن الأطعمة وأحوّل تركيزي من التركيز المادي على أنواع الأطعمة إلى التركيز الروحي على النفس والروح. فعندما لا نجد نوعاً معيناً من الأطعمة فنتذكر حينها أننا نعمل على ذواتنا وعلى عالمنا الداخلي. وكما ركز السيد المسيح على ما بداخل الإنسان, هكذا عاش القديس بولس، ويظهر هذا في تعليمه وتركيزه على الإنسان الباطني (2كورثثوس 4- 16:18).  
    فوائد الصوم!!!
  التقرب لله بأرواحنا.   التركيز على البعد الإنساني والروحي وليس المادي.   يساعد على تقوية الإرادة ومعرفة متى أقول لا لما أحتاج إليه.   في عالم اتسم بالسهولة فيكمن في الصوم تعليم المقاومة والتحدي وتقوية الإرادة.   يعلمنا أن الجسد هو فقط وسيلة وليس هدفاً، فالهدف هو الإتحاد مع الله. والإتحاد مع الله يكون بالروح عن طريق الجسد.   الجدير بالذكر أن أُخبركم أحبائي بأن الله لا ينظر إلى النتيجة بل للمحاولة، فإذا سقطت لا تيأس بل تعلم إن تنهض بل حاول مرات عديدة لأن الله ينظر لهذه المحولات ويساعدك.     لماذا الصوم في الخفاء؟ يركز السيد المسيح في النص الذي نحن بصدده أن يكون الصوم والصلاة والصدقة وكل الأفعال التقوية الأخرى في الخفاء، لتكون سرّاً بين الإنسان والله. ونتساءل عندما نصوم ونصلي هل نفعل هذا من أجل الناس أم لله؟ فإذا كانت لله فهي أعمال خاصة بين الله والإنسان، إنها علاقة عشق. مثالا على ذلك علاقة الحب بين شاب وفتاة هل هي علاقة خاصة أم عامة؟ في اعتقادي هي خاصة باثنين وسرّ بينهما، لذلك فعلاقتنا بالله الخالق هي علاقة خاصة جدا وسرية للغايةـ ونعرف أن السرّ إذا خرج بين اثنين لا يصبح بعد سّراـ لذلك علينا الحفاظ على علاقتنا الشخصية والسرّية بالله. وأقصد بالسرّ هنا أن يكون هناك شيء خاص (خصوصي) بيننا وبين الله بجانب الصلوات الجماعية في القداسات والاجتماعات يجب أنت وأنا نأخذ خبرة شخصية مع الذي خلقنا وأوجدنا في هذا العالم لسبب ورسالة معينة. علينا إدراك ومعرفة أهمية الجلوس بعض الوقت مع الله الخالق المحُب، وأقف أمام ذاتي لأعرفها على ضوء وجودي في حضرة الله. صدقوني هناك أشخاص أحياء ولكنهم أموات، هم أحياء جسديا وظاهريا، أما أرواحهم لأنها بعيدة عن الله فهم أموات، والسبب هو عدم استطاعتهم الوقوف أوقات قليلة أمام ذواتهم بل يجرون في طريق لا يعرفون نهايته. فالموت هنا هو ابتعاد الروح عن مصدرها وخالقها، والحياة هي أن يكون بين الإنسان والله صداقة حقيقية. وما أجمل صداقة الله؟ هل اختبرت حلاوة وعمق هذه الصداقة مع الله؟ أحبائي إن لم تكونوا اختبرتم هذه العلاقة حتى الآن فليأخذ كل شخص قراراً أن يكون الوقت القادم_ التي حددته الكنيسة فترة للصوم _فرصة لمراجعة الذات والوقوف أمام النفس. أجعل فترة الصوم بداية جديدة لك. وعش في العالم وفي أسرتك وأدِّ جميع واجباتك ولكن بروح المسيح، فلا تنتظر مدح الناس على ما تقوم به من أعمال صالحه، ولا تصوم عن الطعام لتظهر إنك صائم وتقي بل لتقترب من الله الذي يحبك وتعرف نفسك معه. قف لحظة من فضلك مع نفسك وأمام ذاتك لان الكتاب المقدس يقول ( اليوم إذا سمعتم صوته فلا تقسوا قلبكم) قال الآن وليس بعد قليل قف أمام ذاتك في بداية هذه الأيام المباركة، لا تخف من نفسك. أكتب على ورقة ما بداخلك أخرج داخلك أمامك وضع إيجابيات حياتك حتى هذه اللحظة أمام عينك، وبعدها ضع الأشياء الأقل إيجابية أمامك أيضا. فكر فيها وضعها أمام الله وصلِّ له وأطلب منه أن يساعدك أن تُنمي وتغير الجانب المحتاج لتغير، وأطلب من الروح القدس أن يرشدك للطريق الصحيح وأن يجعلك تتغلب على عادات سيئة ربما تسطير عليك أو عليكِ. أحبائي اجعلوا بداية هذا الصوم بداية جديدة لحياتكم. قف مع ذاتك راجع نفسك ثم أنطلق للأمام وأنسى الماضي أن الله ينتظرك ويحضر لك مستقبل أفضل
 
Picture
من آب 827 إلى أيلول 827

لم يبق على الكرسي الرسولي إلا أربعين يوماً مرّت بدون أحداث هامة عدا أن العرب بدأوا في عهده احتلال جزيرة صقلية
 
Picture
من 6 حزيران 824 إلى 27 آب 827 أصله من روما.

كان كاهناً لكنيسة القديسة سابين، وقعت اضطرابات مقلقة أرغمت الإمبراطورة لوثير ووالده لويس التقي على الرجوع إلى روما، وعلى إصدار قوانين صارمة تحت اسم شرعية لوثير، وكانت هذه الشرعية تشكل الذروة في تقدّم سلطة الإمبراطورية على الباباوية وتلغي الميثاق اللويسياني بصورة جزئية.

كان عليه أن يواجهَ من جديد محطمى الايقونات الذين عادوا لمحاربة الأيقونات. أمرَ بأنه يحق فقط للرومانيين أن ينتخبوا البابا وأن يحضر مراسيمَ تنصيبه سفراء الإمبراطور
 
Picture
من 25 كانون الثاني 817 إلى 11 شباط 824

كان هذا رئيساً لدير القديس اسطيفانوس، والبابا الثاني المتحدّر من أسرة ماسّيمي. في عهده دعمَ الإرساليات إلى البلاد الإسكندنافية.
سلّمه لويس التقي الميثاق اللويسياني، وقد أثارت هذه الوثيقة جدلاً كبيراً، وهي محفوظة في نسخ من القرن الحادي عشر فقط؛ تثبت، في جملة ما تثبته، سلطة البابا في الدولة الباباوية؛ وتفرض في الوقت نفسه نزاهة ونقاوة الانتخاب الباباوي دون سيمونية. وفي سنة 823، قام باسكال بتتويج لوثير بن لويس. كان باسكال بابا نشيطاً وقاسياً الأمر الذي ولّد استياءً كبيراً. بنى ثلاث كنائس هي من أهم الكنائس القديمة في روما، وله في كل واحدة منها صورة بالفسيفساء، وهذه الكنائس هي: كنيسة القديسة براكسيدا، كنيسة القديسة مريم إن دومينيكا، وكنيسة القديسة سيسيليا أو ترانستيفيري وهذه هي الأهم حيث توجد فيها التحفة الفسيفسائية، التي يظهر فيها البابا إلى أقصى اليسار.