Picture
نشيد الخلائق
 للقدّيس فرنسيس الأسيزي


أيها العليّ القدير والربّ الصالح
لك الحمد والمجد والشرف والبركات كلّها

كن مسبّحا في كلّ مخلوقاتك
خصوصا من أجل أختنا الشمس
 التي تعطينا النهار وبها تنيرنا

كن مسبّحا ربّي
 من أجل أخينا القمر والكواكب والنجوم

فقد أبدعتها في السماء فاخرة بهيّة ومنيرة
كن مسبّحا ربّ لأجل أختنا الريح لأجل الهواء والسحب
لأجل كلّ الفصول التي بها تغذي مخلوقاتك
كن مسبّحاٌ لأجل أخينا الماء الكثير النفع والوضيع، الثمين النقي
كن مسبّحاً ربّي
 لأجل النار أخينا
 الذي يبهجنا في ظلام الليل
 ويهدينا في سبيلنا

جميلٌ، فرحٌ، قويّ
كن مسبّحاً ربّ من أجل الأرض أمّنا
 التي تحملنا وتغذّينا،الأزهار والأشجار تعطينا

كن مسبّحاً ربّي من أجل كلّ الذين يغفرون حبّاً بك
ويحتملون الآلام والشدائد:
طوباهم إذا احتملوا بسلام
سبّحوا ربّي وباركوه واشكروه واعبدوه بمنتهى الإتضاع



 
تعليق على الأبانا

1- أبانا: يا كلِّي القداسة، خالقَناوفاديَنا، ومعزيَنا ومخلِّصَنا.
2- الذي في السموات: في الملائكة وفي القدِّيسين،
منيرًا إيَّاهُم لِيَعرِفوكَ، وذلكَ يا ربُّ لأنَّك نور،
مُشعِلاً إيَّاهم لِيُحبُّوكَ وذلكَ يا ربُّ لأنَّكَ حبٌّ،
ساكنًا فيهِم ومالئًا إيَّاهُم سعادةً، وذلك يا ربُّ لأنَّك الخيرُ الأسمى الأزليُّ،
الذي منهُ كلُّ خيرٍ ودونَه لا يوجدُ خيرٌ .
3- ليتقدَّسْ اسمُك: لِتَتجلَّى فينا معرفتُكَ، حتى نعرفَ ما هو عرضُ إحساناتِكَ،
وطولُ مواعيدِك، وعلوِّ جلالتِكَ، وعمقُ أحكامِكَ.
4- ليأتِ ملكوتكَ: حتى تَملكَ أنتَ فينا بالنعمة،
وتجعلَنا نأتي إلى مَلَكوتِكَ، حيثُ واضحةٌ رؤياكَ،
وكاملةٌ المحبةُ نحوكَ، وسعيدةٌ مُنادَمتُك، وأبديٌّ الإستِمتَاعُ بكَ.
5- لتكنْ مشيئتُكَ كما في السماءِ كذلكَ على الأرض:
كي نحبُّكَ مِن كلِّ القلبِ، بالتفكيرِ بكَ دائمًا؛
مِن كلِّ النفسِ، بالإشتياق إليك دائمًا؛
مِن كلِّ الذهنِ، بتوجيهِ كلِ نيَّاتنا نحوكَ، بطلبِ تكريمِكَ في كلِّ شيء؛
ومن كلِّ قوانا، بصرفِ كلِّ قوانا وكلِّ حواسّ نفسنا وجسدنا
في خدمةِ حبِّك وحدَه دونَ سواه، وكي نحبَّ قريبنا كما نحبَّ ذواتنا،
باجتذابِ الجميعِ إلى حبِّكَ حَسَبَ قوانا، وبمُشاركتِهم آلامَهم عندَ الشرور،
بابتهاجِنا بخيرِ الآخرينَ كما نفرحُ بخيرِنا نحن،
وبامتِناعِنا عَن تسبيبِ أيَّةِ إساءةٍ لأحد.
6- خبزَنا اليومي ، ابنَكَ سيِّدنا يسوع المسيح، أعطنا اليومَ:
فنذكرَ ونفهمَ ونُكرِمَ ما كان عندَه من حبٍّ لنا، وما قالهُ وعملَه واحتملَهُ لأجلنا.
7- واغفر لنا ذنوبنا: برحمتِك التي لا يُعبَّرُ عنها، بقوَّة آلامِ ابنِكَ الحبيب،
وبشفاعةِ واستحقاقاتِ العذراءِ الكليةِ الطوبى وجميع مُختاريك.
8- كما نحن نغفر لمن أساء إلينا: وما لا نغفُرُه كلِّياً،
أنتَ يا ربُّ إجعلْنا نغفرُه كلِّياً، حتّى نحبَّ أعداءَنا، حقيقةً، لأجلك،
ونتوسَّط لهم لَديكَ بتقوى، دون أن نُردَّ لأحدٍ شرّاً لقاءَ الشَّر،
ونسعى فيك أن نعملَ ما فيه فائدةُ الجميع.
9- ولا تُدخِلنا في التجربة: الخفية أو الظاهرة، المفاجئة أو المزعجة.
10- لكن نجِّنا من الشرّير: الماضي والحاضر والآتي.
المجد للآب والإبن والروح القدس. آمين.


 
Picture
صلاة أمام المصلوب
أيُّها الإلهُ السامي المجيد، أنِرْ ظُلماتِ قلبي،
وأعطِني إيمانًا مستقيمًا، ورجاءً ثابتًا، ومحبةً كاملة.
أعطِني يا ربُّ تحسُّسًا وإدراكًا،
كي أعملَ وصيَّتَكَ القدوسةَ الصادقة.

صلاة إلى العذراء القديسة
يا أمَّ اللهِ القدِّيسةِ العذبةِ والجَميلةِ،
صلِّ لأجلنا لَدَى ابنِكَ الكثيرِ العُذوبة؛
ألملكِ الذي أُسْلِمَ إلى الموت، سيِّدِنا يسوعَ المسيح،
لكي يَمنحَنا، بلطفِهِ وبقوَّةِ تجسُّدِهِ المقدَّس
وموتِهِ الكثيرِ المرارة، غفرانَ خطايانا.آمين.


صلاة لزمن المرض
أيُّها السيِّدُ الربُّ، أشكُرُكَ على هذهِ الآلامِ التي أشعُرُ بها،
وأسألكَ يا ربِّي أن تُرسلَ لي أضعافَها مائَةَ مرةٍ، إذا كان ذلك يُرضيك.
إنَّني بكلِّ رضى أقبَلُ أن تغمَّني ولا تُشفقَ عليَّ،
لأنَّ تَعزيَتي الفيَّاضةُ هي أن أتمِّمَ إرادَتَكَ القدُّوسة.

صلاة التقدمة الكاملة
أيُّها السيِّد، إنِّي أتوسَّلُ إليكَ، أن تجعَلَ قوَّةَ حبِّك المحرِقَةَ العذبة
تتملَّكُ نفسي وتَنتشِلُها مِن كلِّ ما هو تحتَ السماء،
حتّى أموتَ حُبًّا بحبِّك، مثلَما تنازلتَ فمتَّ حُبًّا بِحُبِّي.


صلاة وفعل الشكر
أيُّها الإلهُ القديرُ على كلِّ شَيء، ألكلِّيّ القداسة، العليُّ السَّامي،
أيُّها الآب القدوسُ الصالحُ، ايُّها الرَّبُّ مَلِكُ السَّماء والأرض،
نقدِّم لك الشُّكرَ من أجلكَ أنتَ، لأنَّك بمشيئتك القدُّوسة،
وبابنِكَ الوحيد، مَعَ الروحِ القدُس،خَلَقتَ كلَّ الرُّوحيَّات والجسديَّات،
وصنعتنا على صورتِكَ ومِثالِكَ، وفي الفِردَوسِ وَضَعتَنا

ونحن بِزَلَّةٍ منَّا سَقَطنا
ونرفعُ لكَ الشكرَ، لأنَّك كما أنَّكَ خَلقتَنا بابنِكَ،
كذلكَ بِحبِّك القدُّوسِ الذي بهِ أحبَبتَنا،جعلتَ ابنَكَ، الإله الحقَّ والإنسانَ الحقَّ، يولدُ مِنَ المجيدةِ الدائمةِ البتوليَّةِ الكليةِ الطوبى، مريمَ القدِّيسة،
وبصليبِهِ ودمِهِ وموتِه أردتَ أن تفتَدِيَنا نحن الأسرى

نرفعُ لكَ الشكرَ، لأنَّ ابنَكَ هذا، سَيأتي في جلالِ مجدِهِ
ليُرسلَ الملاعين، الذين لم يَصنَعوا توبةً ولم يعرفوك، إلى النارِ الأبديَّة،
وليقولَ لجميعِ الذين عَرَفوكَ وعَبَدوكَ وخدموكَ في التوبة:
” تعالوا يا مُباركي أبي، خذوا المُلكَ الذي أُعِدَّ لكم منذ إنشاءِ العالم “

وبما اننا كلنَّا تعساء وخطأة ، فلا نَستَحقُّ أن نسمِّيَك،
فنسألُكَ، مُتوسِّلين إلى ربِّنا يسوعَ المسيح، ابنِكَ الحبيب الذي به سُرِرت،
ومعه الرُّوحِ القدسِ المعزِّي، أن يرفَعَ لك الشكرَعلى كلِّ شيء،
كما يُرضيكَ ويُرضيه، هو الذي يُغنيكَ دائماً عن أيِّ شيءٍ،
وبهِ صنعتَ لأجلنا كلَّ ما صَنَعت، هللويا

وإنَّنا نبتهل بتواضعٍ، إلى الأمِّ المجيدة، الطوباويَّة مريم، الدائمةِ البتوليَّة،
وإلى جميع القديسين الذين كانوا وسيكونون هم،
من أجل محبَّتِك،نبتهل إليهم بتواضعٍ، أن يرفعوا لك الشكر، عن كلِّ هذا،
حسب ما يُرضيك، أنت الإلهُ السَّامِي الحقيقي الأزلي الحيّ،
مَعَ ابنكَ المحبوب، سيِّدِنا يسوع المسيح،
والروحِ القدس المعزِّي، إلى دهر الداهرين،.آمين. هللويا


صلاة المدائح
قدوسٌ، قدوسٌ، قدوسٌ الرّبُّ إلهُ الصباؤوت، كانَ وكائنٌ ويأتي،
لِنُسبِّحْهُ ونُمجِّدْهُ إلى الدّهور

أنتَ الأهلُ يا ربَّنا وإلهَنا لأن تَلقَى التَسبيحَ والمجدَ والإكرامَ والبرَكة،
لِنُسَبِّحْهُ و نُمجِّدْه إلى الدُّهور

الحملُ الذبيحُ، هو الأهلُ لأنْ يَنَالَ القُدرةَ والألوهيَّةَ، والحكمةَ والعزَّةَ،
والإكرامَ والمجدَ والبرَكة، ولْنسَبِّحْهُ ونُمجِّدهُ إلى الدهور

لِـنُباركِ الآبَ والابنَ والرُّوحَ القدس ولْنسبِّحْه ونمجِّده إلى الدهور
باركي الربَّ يا كافةَ أعمالِ الربّ لِنسبِّحْه ونمجِّدْه إلى الدهور
سبِّحوا إلهنا يا جميعَ عبادِهِ والذين يتَّقونَ اللهَ صغارَهم وكبارَهم،
لِنسَبِّحْه ونمجِّدْه إلى الدهور

لِتُسبِّحِ السماواتُ والأرضُ هذا الإلهَ المجيد،
لِنسبِّحْه ونمجِّدْه إلى الدهور

وكلُّ خليقةٍ في السَّماءِ وعلى الأرضِ وتحتَ الأرضِ، ومِنَ البحرِ وما فيهِ،
لِنُسَبِّحْهُ ونمجِّدْهُ إلى الدهور

المجدُ للآبِ والابنِ والروحِ القدس لِنسَبِّحْه ونمجِّدْه إلى الدهور
كما كانَ في البدءِ والآن وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين، آمين.
لِنسبِّحهُ ونمجِّده إلى الدهور

لِنصلِ:
أيُّها الإلهُ الكلِّيُّ القُدرةِ والقداسةِ والسُّموّ، يا مَن هو كلُّ خير،
يا مَن هوالخيرُ الأسمى والخيرُ الكامل، يا مَن هو وحدَهُ صالح،
نرفعُ لكَ كلَّ تسبيحٍ وكلَّ مجدٍ، وكلَّ نعمةٍ وكلَّ إكرامٍ،
وكلَّ بركةٍ وكلَّ الخيرات آمين. آمين. آمين


إننا نسجد لك
إننا نسجدُ لكَ، أيُّها الربُّ يسوع، ألكليُّ القداسة،
هُنا وفي معابدِكَ ألمنتشرةِ في المسكونةِ كلِّها،
ونبارِكُكَ، لأنكَ فَديتَ العالم بصليبك المقدَّس.


صلاة لأجل السلام
يا رب إستعملني لسلامِكَ،
فأضع الحبَّ حيثُ البغض، والمغفرة حيثُ الإســاءَة،
والإتفاقَ حـيثُ الخِلاف، والحقيقةَ حيثُ الضــلال،
والإيمـان حيـثُ الشَّك، والـرجـاءَ حيثُ الـيأس،
والنور حـيثُ الـظـلام، والــفـرحَ حيثُ الكآبة.

يا رب لا تجعلني أطلبُ أوَّلاً
أن أُعـزَّى بل أن أُعـزِّي، أن أُفهـمَ بل أن أَفـهـمَ،
أن أُحَـبَّ بـل أن أُحِـبَّ؛
لأنَّ الإنسانَ يـأخــذُ عــنـدمــا يَـبــذِلُ نـفسَـهُ، ويَجِدُ نفسَه عندما ينساها،
ويَحصلُ على الغُفرانِ عندما يَغفِر، ويقومُ للحياةِ عندما يموت.


صـلاة
أيُّها الإلهُ القديرُ الأزليُّ، العادلُ والرحيم، أعطنا نحنُ المساكين،
أن نعمَلَ لأجلِكَ ما نعرفُ أنَّك تُريد، وأن نُريدَ دائمًا ما يَحسُنُ لديكَ
حتَّى نقدرَ، بعدَ أن نكونَ تَنقَّينا داخليّاً، واستَنَرنا داخليّاً،
واضْطَرَمنا بنارِ الروحِ القُدس، أن نَتبعَ آثارَ ابنِكَ الحبيب، ربِّنا يسوعَ المسيح،
وأن نصلَ إليكَ أيُّها العليّ، بفضلِ نعمَتِكَ وحدِها،
يا مَن، في الثالوثِ الكاملِ وفي الوَحدةِ الصافيةِ،
تحيا وتملِك وتمجَّد إلهاً قديراً إلى دهرِ الداهرين، آمين.


تحية الطوباويَّة مريم العذراء
السلامُ عليكِ يـا سيِّدة، يا ملكةً قدِّيسـة،
يا مريــمُ والــــدةَ اللهِ القدِّيـســـة،
أيَّـتها العـذراءُ الـتي صارتْ كنيســــة،

واختارها الآبُ السمـاوي الكلّيُّ الــقــداســة،
وكرَّسَها هيكلاً هو وابنُهُ الحبيب الكلِّيُّ الــقــداســة،

والروحُ القدُسُ المعزِّي.

يا مَن كان فيها، ولا يـزال، كلُّ مِلءِ النعمةِ وكلُّ صَلاح.
السلامُ عليكِ يا قـصـرَ الله، الـسلامُ عليكِ يا خِدرَ الله،
السلامُ عليكِ يا بيتَ الله،
السلامُ عليكِ يا ثوبَ الله، السلامُ عـلـيكِ يا أَمَةَ الله،
السلامُ عليكِ يا أُمَّ الله.
السلامُ عـلـيـكِ أيضاً أيَّتها الفضائلُ المقدَّسةُ كلُّها،
ألمنسَكبِةُ في قـلوبِ المؤمنـين، بنعمة وتنويرِ الرُّوحِ القدُس،

حتَّى تجعلينا، نحنُ عديمي الإيمان، أُمناءَ لله



من كتاب:"كتابات فرنسيس الأسيزي والقديسة كلارا الأسيزيّة"تعريب الأب سليم رزق الله الكبّوشي
 
Picture
1- أيُّها العَلي، الكلِّيُ القدرة، السيِّد الصالح،
لك التسابيحُ والمجدُ والإكرامُ وكلُّ البركات.
2- إنَّها بك وحدَكَ تَليق أيُّها العَلِيُّ، ولا يَستحقُّ إنسانٌ أن يَلفُظَ اسمَكَ.
3- كُنْ مُسَبَّحاً، يا سيِّدي، مَعَ كلِّ خَلائِقِكَ،
خاصَّةً مَعَ السيِّدةِ أُختِنا الشمس التي هي النهارُ وبها نستنير،
4- وَهيَ جميلةٌ ومشعَّةٌ وعظيمةُ البهاء، وتُشيرُ إليكَ أيُّها العلي.
5- كُنْ مُسَبَّحاً، يا سيِّدي، لأخينا القمر والكواكبِ التي في السماء،
فَقَدْ كوَّنتها صَافيةً فاخرةً وجميلة.
6- كُنْ مُسبَّحاً، يا سيِّدي، لأختنا الريح والهواءِ والسُحُب والسماءِ الصافيةِ
ولكلِّ الأزمنةِ التي بها تَحفظُ حياةَ المخلوقات.
7- كُنْ مُسَبَّحاً، يا سيِّدي، لأخينا الماء الكثيرِ الفائدة، الوضيع، الثمين،العفيف.
8- كُنْ مُسَبَّحاً، يا سيِّدي، لأختِنا النار،
التي بها تُنيرُ الليلَ، الجميلةِ، البهيجة القويِّة.
9- كُنْ مُسَبَّحاً، يا سيِّدي، لأختنا وأمِّنا الأرض،
التي تَحمِلُناوتَحكمُناوتُنِتجُ ثمارًا متنوِّعةً معَ زهورٍ ملوَّنة وأعشاب.
10- كُنْ مُسَبَّحاً، يا سيِّدي، للّذين مِن أجلِ حبِّك يغفرون،
ويَحتَمِلون المرضَ والشدِّة.
11- طوبى للّذين يَتَحَمَّلونَها بسلام، لأنَّهم، منك أيُّها العليُّ، سيُكَلَّلون.
12- كُنْ مُسَبَّحاً، يا سيِّدي، لأخينا موتنا الجسدي،
الذي لا يَقدرُ إنسانٌ حَيٌّ أن يَفلُتَ منه.
13- الويلُ للّذين في الخطايا المميتةِ يَموتون،
والطوبى للّذين في إرادتِكَ القدُّوسَةِ عندَ الموتِ يوجَدون،
لأنَّ الموتَ الثاني لن يُلحقَ بهم شرًّا.
14- سبِّحوا ربِّي وباركوهُ واشكُروهُ واعبُدوهُ بِمنتهىالإتِّضاع.
 
الأب فراس لطفي الفرنسيسكاني


كيف اكتشف القديس فرنسيس فكرة المذود؟
سؤال يجيب عليه أحد المختصِّين في تاريخ العصور الوسطى بجامعة القديس أنطونيوس البادواني الحَبريّة في روما، الأب بييترو ميسَّا.
إذا أردنا معرفة الأحداث التي جرت في حياة القديس فرنسيس لا بدَّ من العودة إلى مصادر موثَّقة، وفي حالتنا هذه، إلى كتابات القديس نفسه، أو إلى الكتابات التي كتبها آخرون. وتعتبر الوثيقة التي كتبها توماس من تشيلانو،
بمناسبة إعلان قداسة فرنسيس عام 1228م، أي بعد مرور عامين على وفاته؛ هي الأقدم، يحدِّثنا فيها الكاتب عن فرنسيس في قرية كريتشو، المكان الذي جسَّد فيه فكرة المذود.
ولقد ورد في هذا النص أنه في عام 1223م أراد فرنسيس :" أن يتذكّر الطفل الذي ولد في بيت لحم،
كي يعيش بشكل حسّي المعاناة التي قاساها المولود الجديد (يسوع) في ظروف ينقصها كل ما هو ضروري؛ وكيف أنه وُضع في مذودٍ حقير ممدَّداً على التبن بين حمار وثور".

كان فرنسيس مدفوعاً بروحانيةٍ يمكن تسميتها "الواقعية المسيحية"، أي تلك النظرة التي تعطي الاحترام اللازم للجسد والتي تتعارض مع من يبالغ بإعلاء شأن الروح على حساب الجسد،
كتلك البدع التي كانت سائدة العصر آنذاك (الكاتاريين، على سبيل المثال الذين كانوا يؤمنون بأنّ الروح ينتمي إلى عالم القداسة، أما الجسد فإلى عالم الشرّ).

ولكي يحقِّق فرنسيس رغبته، طلب من رجلٍ في قرية كريتشو أن يُعيره مغارته مع الحمار والثور. وفي ليلة عيد الميلاد توافد سكان القرية إلى ذلك المكان بالشموع والمشاعل،
وأقيمت هناك ذبيحة القداس الإلهي. وتذكر المصادر التاريخية أن فرنسيس، بما أنه كان برتبة شماس إنجيليّ، قام بقراءة الإنجيل المقدس، ثمَّ "ألقى على الحاضرين عظة، تحدّث فيها بكلماتٍ رقيقةٍ عذبة مشيداً بالمولود الإلهي، الملك الفقير، وبمدينة بيت لحم الفقيرة".

لم يكن في مذود فرنسيس سوى الثور والحمار والمعلف. أما مريم ويوسف فلم يكونوا هناك.
وكأني به قصد أن يترك لنا المكان فارغاً لنملأه نحن بحضورنا. وكان الجمهور يشارك في القداس ويصغي لفرنسيس عظته عن يسوع طفل بيت لحم. لقد كان مذوداً "إفخارستياً" بامتياز!
ولكن، كيف تمّ الانتقال من ليلة الميلاد في قرية كريتشو سنة 1223م إلى المذود الذي نعرفه اليوم؟
كان لِما قام به فرنسيس في تلك الليلة صداه الكبير،
لدرجة أن كريتشو أصبحت ذات أهمية كبرى في تاريخ الفرنسيسكان. ولقد كتب توماس من تشيلانو: "أصبحت كريتشو وكأنها بيت لحم الجديدة".
وبسرعة كبيرة تمَّ بناء مصلّى صغير في ذلك المكان، حيث رُسمَت مشاهد ميلادية معبِّرة عن ذلك الحدث الفريد. وفي وقت قصير انتشرت عادة عمل المذود في كلّ مكان: يكفي على سبيل المثال لا الحصر، أن نذكر الهدية الرائعة (مجسَّم يمثّل المذود) التي قدمها أرنولفو دي كامبيو إلى البابا نيكولاو الرابع الفرنسيسكاني في أواخر القرن الثالث عشر،

لتوضع في كنيسة مريم الكبرى في روما، ويمكننا اليوم التأمل بروعة جمالها في متحف البازيليك نفسه. وقد قام أرنولفو دي كامبيو بعمل المذود في عام 1291م، في الحقبة التي لم يعد فيها تواجد يذكر للحضور اللاتيني الغربي في منطقة فلسطين، مع سقوط آخر حملة صليبية في المنطقة كان قد قادها جوفاني من عكّا. وبدأت تظهر، وبشكل بديهي وتلقائي، الحنين والرغبة عند الغرب في تجسيد ذكرى الأماكن المقدسة.


وفي عام 1581م تمّ للمرة الأولى وبشكل علني إعلان كريتشو على أنها أول مذودٍ في التاريخ، وكان ذلك على يد الفرنسيسكاني الإسباني خوان فرنسيسكو الذي كان يقطن دير آراشيلِّي في روما.

ولكن هل كان لهذا علاقة في اختراع فرنسيس لفكرة المذود ولقائه بالسلطان المُسلم الملك الكامل؟
لا نجد في المصادر الفرنسيسكانية صلة مباشرة بين الحدثين (أي مذود كريتشو وحدث لقاء فرنسيس بالملك الكامل)، لكن فرنسيس اختار عيش الحدثين اللذين يبدو وكأنهما في حالة من التناقض فيما بينهما: المذود الإفخارستيّ في كريتشو عام 1223م ولقائه مع السلطان الملك الكامل الذي كان الأخ الأكبر والخليفة للسلطان الشهير صلاح الدين الأيوبي.
وكما صار المذود اليوم رمزاً للهوية المسيحية، صار لقاء فرنسيس بالسلطان رمزاً للحوار (الأول من نوعه) بين الأديان.
ويمكننا القول أن المذود ولقاء قديس أسيزي بالسلطان، حدثان ينتميان إلى الخبرة المسيحية التي عاشها فرنسيس في حياته آنذاك. لقد عرف فرنسيس كيف يجمع بين الهوية والحوار بطريقة فريدة لا مثيل لها، تماماً كما علّم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني؛ الرجل ذو الهوية الثابتة، وصاحب المبادرات الشجاعة في الحوار،
كتلك التي حملت اسم "روح أسيزي". وهذا ما اقترحه البابا الحالي بنديكتس السادس عشر أيضاً، بأسلوبه الخاص، في محاضرته في جامعة راتيسبون في ألمانيا، وخلال زيارته التاريخية إلى تركيا.
وأخيراً، كيف تقيّم، باعتبارك دارساً للتاريخ، الجدل الحالي (على الأخص في أوروبا) المذود والرموز الدينية الأخرى؟
وللإجابة على هذا السؤال، ينبغي علينا، قبل كلّ شيء، أن نعرف ونفهم واقع ماضينا وحاضرنا، بتعقيداته وتناقضاته، بعيداً عن الشعارات. إذ لا وجود لحوار بدون هوية، كما يشهد بذلك مثال فرنسيس الأسيزي. فإيمانه الذي جعله يحتفل بليلة الميلاد في مغارة كريتشو، هو نفسه الذي دفعه للقاء السلطان آنذاك.
إذن فالمشكلة تكمن اليوم في الجمع بين الهوية والحوار، تماماً كما فعل فرنسيس نفسه. ولم تكن صدفة، تلك التي دعت البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لجعل أسيزي، مدينة القديس فرنسيس، مكان إشعاعٍ ونبوءة ترمز للمصالحة بين الهوية والحوار؛
لأن فيها عاش القديس فرنسيس خبرته المسيحية.
وخلاصة القول، أنّ ما يقترحه القديس فرنسيس اليوم هو "هوية سمحاء"، أو بعبارة أخرى إيماناً ناضجاً يمكنه أن يكون مضادّاً حيوياً لكل تعصّب يحاول تعميم الجزء على حساب الكلّ. ويكمن عامل التحدّي هنا في إيجاد نقاط علاّم تساعدنا على عيش كلّ ما قلناه سابقاً، ويمكن للمذود أن يكون وبحقٍ إحدى تلك العلامات النادرة.

 
Picture

الأخ سالم يونس الفرنسيسكاني

كان فرنسيس مغرما بالمسيح ويندهش, خصوصا امام تواضعه في سر التجسد وحبه في سر الفداء,
يريد ان يتشبه كليا حتى يصبح يسوع حقا اساس حياته الروحية.
محبته ليسوع حملته الى العذراء مريم فقد حظيت ام يسوع بمحبة فائقة واحترام يفوقان الوصف, من قبل مار فرنسيس وذلك لانها جعلت من رب السماء أخا لنا جميعا إكراما لها كان القديس فرنسيس يرتل الترانيم الخاصة بها ويرفع الصلوات والتسابيح ويقدمها بعراطف حارة جدا يعجز اللسان البشري عن وصفها ,
ولعل ما يملاء القلب فرحا انه جعل منها محامية للرهبنة فوضع تحت جناحيها أبناءه حيث كان على وشك مفارقتهم , ليجدوا فيها الدفء والحماية حتى النهاية.
إكرام فرنسيس لمريم العذراء :
لقد أقام القديس فرنسيس علاقة مليئة بالحب والتقوى مع مريم العذراء لأنه أيقن كم لدورها من أهمية في مشروع حب الله الخلاصي للبشرية,
 نقرأ في القانون الأول * نشكرك لأنك مثلما خلقتنا بابنك كذلك بحبك القدوس الذي به أحببتنا
جعلته يولد إلها حقا وإانسانا حقا, من الكلية القداسة, القديسة مريم المجيدة والدائمة البتولية *

هذا ما جعل القديس فرنسيس يكرم العذراء مريم ويمدحها ويتخذها مثالا له, ويتشبه بفضائلها :
 التواضع, والخدمة, وتسبيح الله وتمجيده, والفقر والتجرد, والاستسلام لمشيئة الله.
ابتدأت دعوة فرنسيس وانتهت في حمى العذراء سلم ذاته بين يديها متكلا عليها لتلهمه كيفية عيش الإنجيل بشكل أقوى وأعمق.
كتب القديس بونافينتورا : ( كان فرنسيس يتوسل بتنهدات متواصلة إلى تلك التي حبلت بالكلمة المملوءة بالنعمة, وأن تتنازل وتكون شفيعة له واستجابت أم الرحمة لصلواته وكما أعطي لها نعهة الحبل بلا دنس, هو نفسه ويلد روح الحق الإنجيلي ) كذلك اتخذ منها المدبرة والمحامية لرهبنته التي أسسها والتي بقيت على مر العصور تحت رعايتها.


لقد عرف مار فرنسيس بان العبادة موجبة للرب وحده لأنه هو وحده قدوس بينما مريم العذراء تشترك في قداسته إذ وضعها في التاريخ الخلاصي شريكة له .

في حياته و حبه وملكه: رافقت يسوع في حياته على الأرض وشاركته بفرحه بالسماء وبالفداء البشري, لقد فهم القديس فرنسيس علاقة مريم المميزة بكل من الأقانيم الثلاثة.

 فهو يقول لها في إحدى صلواته:
 أيتها القديسة مريم العذراء لم يولد في العالم مثلك بين النساء يا بنت العلي,
 الملك الأسمى, الآب السماوي,
 وأمته يا مريم ام ربنا يسوع المسيح الكلي القداسة
 يا عروسة الروح القدس.

ومن جهة أخرى يرى فرنسيس في مريم مثالا للكنيسة, في بتولتها وأمومتها ,
 ويرى فيها الأيقونة لما يريد الله أن يحققه في الشخص كل مؤمن. فالكنيسة, في مفهوم فرنسيس باتحادها بالروح القدس, هي :
• ذلك الحشا البتولي
• الأم التي تحفظ كلمة الله حفظا امينا
• البتول التي تحفظ عهد الروح وتحافظ على كمال الإيمان

أم يسوع في تمجيدها في السماء بجسدها وروحها هي صورة وبدء الكنيسة التي ستبلغ كمالها في الدهر الآتي.
تجعل البتولية والأمومية مريم العذراء والكنيسة شخصا واحدا العذراء صارت كنيسة...

إنّ الأُخوّة مدرسة روحيّة أساسيّة، وبإمكانها أن تكون منارةًً لكثير من الناس الغارقين في همومهم.
 فالحياة الأخويّة المنغلقة على ذاتها ينقصها عمل الروح القدس.

لذا فيحارب كلّ أخ، في ذاته، أيّ ميلٍ أنانيّ لكي يقبل الآخر،
كما الأم تقبل ابنها.

    Archives

    October 2011

    Categories

    All
    أبانا الذى فى السموات
    القديس فرنسيس الأسيزى