من 31 كانون الثاني 314 إلى 31 كانون الأول 335
كان القديس سيلفستروس كاهناً أصله في روما. وقد تزامن عهده مع حكم الإمبراطور قسطنطين. فاعتبر المؤرخون ذلك بداية عهد جديد في تاريخ الكنيسة هو: عهد التعاون بين السلطتين. قد جعل قسطنطين من الكنيسة المسيحية، شيئاً فشيئاً، كنيسة ذات امتيازات. لم يكن الإمبراطور - الذي لم ينل سر العماد إلاّ وهو على فراش الموت - يتفهم لماذا يكاد يكون دوره مقتصراً، على الصعيد الديني، على تسهيل عمل السلطة الهرمية في الكنيسة.
لقد منحَ قسطنطين البابا سلفستروس بناءً في منطقة اللاتران لتكون مقراً له. كما دعا إلى عقد مجمع نيقيا الأول الذي لم يكن للبابا سلفستروس فيهِ أي دور فاعل، بل قام المجمع بتبليغهِ النتائج بعد انتهائه. شجب هذا المجمع آريوس و بدعته وحدّد مساواة الكلمة والآب في الجوهر. لكن لم يمض وقت طويل حتى انحاز قسطنطين، لسبب سياسي محض، إلى الآريوسيين، ونفى القديس أثناسيوس الإسكندري بطريرك الاسكندرية ورائد التعليم النيقاوي الصحيح. قد جعل قسطنطين إقامته الدائمة في القسطنطينية (330) ومع ذلك لم يهمل روما، فقد شيّد فيها كاتدرائية القديس يوحنا في اللاتران، وكاتدرائية القديس بطرس، وكاتدرائية صليب أورشليم وكلها فخمة وذات تكاليف باهظة. وحسب ماجاء في نصّ، قيل أنه غير قانوني، ظهر في القرون الوسطى، معروف بـ "هبة قسطنطين"، فإن الإمبراطور قد وهب روما والغرب كله إلى القديس سلفستروس قبل مغادرته المدينة. إن شهرة البابا سلفستروس الأول هذا تعود، بدرجة أولى، إلى تلك الهبة المزعومة، بالإضافة لأنه أول مَن لُقِّبَ بـ "معتَرِف الإيمان".
من 2 تموز 311 إلى 11 كانون الثاني 314
كان هذا أفريقياً وانتخب بعد فراغٍ دام سنتين. وقعت في عهده معركة ميلفيوس قرب روما، في 28 تشرين الأول سنة 312 وانتهت بانتصار قسطنطين على ماكسانس. فكان هذا الانتصار بداية فترة حازمة بالنسبة للباباوية. وقد رسم جوليو رومانو جدرانية ضخمة في قاعة قسطنطين بالفاتيكان تمثل هذه المعركة. ثم في 313 أصبح الحاكم (أغوسطس) ليسينيوس إمبراطور الشرق، في حين بقي قسطنطين سيد الغرب المطلق، ثم في نفس العام، صدر عن هذين الإمبراطورين وفي آنٍ معاً مرسوم ميلانو الذي يوقف الإضطهاد عن المسيحيين ويمنح الكنيسة السلام. قامت في عهد ميلتياد هذا حركةالدوناطيّة التي دامت قرناً كاملاً. كانت هذه الحركة، في الأصل، تروم معرفة ما إذا كانت الأسرار تتعلق أو لا تتعلق بأخلاق أو صفات من يمنحها .
من 18 نيسان 309/ 310 إلى 17 آب 309/ 310
استمرت، في عهد هذا البابا اليوناني، الاضطرابات التي تسببت بها الإجراءات التي اتخذها مرسيل الأول. مات منفياً على شواطئ جزيرة صقلية.
من 27 أيار أو 26 حزيران 308 إلى 16 كانون الثاني 309
تحوط هذه الشخصية مشاكل عديدة بسبب غموضها. فقد اختلطت على المصادر القديمة التي وصلتنا شخصية مارسيل الأول بشخصية مرسيلينوس
لم يتم انتخابه إلاّ بعد مضي أربع سنوات تقريباً على فراغ الكرسي المقدس وذلك بسبب اضطهادات ديوكلتيانوس - وهي المدة الأطول في تاريخ البابوية - فرض أعمال توبة قاسية على أولئك الذين أنكروا إيمانهم خلال الاضطهادات، مما أثار عمله هذا اضطرابات لا بأس بها؛ مات في المنفى.
من 30 حزيران 296 إلى 25 تشرين الأول 304
في عهد مرسيلينوس وَجد الإمبراطور ديوكلتيانوس صعوبة كبيرة في السيطرة على الإمبراطورية، فقام بتقسيمها إلى ثلاثة ولايات. استلم هو ولاية الشرق وغاليريوس ولاية روما و مكسيميانوس ولاية الغرب الشمالية. فكان أن بدأ غاليريوس ما يُدعى بالإضطهاد التاسع وأقنع ديوقلسيانوس بعمل ذات الشيء فكانت في عهد مرسلينوس اضطهادات ديوقلسيانوس الهائلة. وقد كان هناك أحداث كثيرة، في حياة مرسيلينوس هذا، يكتنفها الغموض: إذ يقال أنه ربما يكون قد سلّم الكتب المقدسة إلى المضطهدين وقدّم قرابين للآلهة. عدة جداول لم تذكر اسمه؛ مع أنه من المحتمل أن يكون قد مات شهيداً وقبره الموجود في دياميس برسكيلا.
من 17 كانون أول 283 إلى 22 نيسان 296
حسب مصدر غير أكيد كان هذا البابا من أقارب الإمبراطور ديوكلتيانوس أما فترة حبريته فكانت غامضة. تُوفي قبل أن يشن الإمبراطور حملته ضد المسيحيين عام 303 م.
من 4 كانون الثاني 275 إلى 7 كانون الأول 283
لا نعلم إلا الشيء اليسير عن هذا البابا، فيقال أنه كان أول من أدخل عادة تبريك الفواكه بعد القداس. كما يحكى أنه أكرم 342 شهيداً بيديه عندما شارك في دفنهم. عموماً كانت فترة حبريته تنعم بالهدوء. وجد حجر قبره في دياميس كاليستوس.
من 25 كانون الثاني 269 إلى 30 كانون الأول 274
لم تتوفر أيّة معلومات أكيدة عن حبريته؛ إنما الاضطهادات قد توقفت طوال جيل بكامله.
على الأغلب كان هو مَن تلقّى رسالة مجمع أنطاكية المُنعقد عام 268 م والتي كان المجمع قد أرسلها إلى البابا ديونيسيوس لكنه توفي قبل أن تصله. لذلك كان على فيليكس أن يتابع موضوع بولس السميساطي. بعد تنحية هذا الأخير عن منصبه قرر الإمبراطور أوريليانوس أن يمنح الممتلكات الكنسية في أنطاكية إلى الجماعة التي هي في شركة مع أسقف روما.
من 22 آذار 259 إلى 26 كانون الأول سنة 268
نشأت في عهده مشكلة مفادها أن مؤمني كنيسة الإسكندرية أرسلوا إليه مَن يشكو أسقفهم - الذي كان يحمل نفس اسم البابا (ديونيسيوس) - بأنه يُنكر ألوهية المسيح. في الواقع لم تنبع هذه الشكوى من فراغ، فأسقف الإسكندرية كان في دحضه بدعة صابيليوس قد استخدم بعض التعابير التي فُسِّرَت بأنها تنكر ألوهية الإبن. ردَّ ديونسيسوس على هذه الشكوى في رسالتين: الأولى طلب فيها من أسقف الإسكندرية شرح موقفه اللاهوتي، والثانية وجّهها إلى مؤمنين الإسكندرية شارحاً فيها الإيمان الصحيح دون أن يذكر اسم خصمه.
تُعتَبر هذه الرسالة إحدى أهم الوثائق العقائدية التي تضمّنت إدانة مُسبقة
للأريوسيّة التي كانت عتيدة أن تظهر. بالإضافة لإدانتها للصابلية. المعلومات متضاربة حول موته. على الأرجح أنه لم يمت شهيداً وذلك لأن حبريته كانت في عهد الإمبراطورين غاليانوس وكلاوديوس، آنذاك نَعِمَ المسيحيون بفترة سلام.
من 30 آب 257 إلى 6 آب 258
وطّد هذا البابا السلام والهدوء، بعد النزاع الذي قام حول المعمودية، في الكنيسة. مع أنه وقع ضحية اضطهادات فاليريانوس. ومع أنه البابا الشهيد الأكثر إجلالاً وإكراماً لم يكن له من الشعبية التي كانت لرئيس شمامسته لورانس، الذي استشهد بعده (258).
فقد كان الإمبراطور فاليريانوس قد أصدر مرسوماً يقضي بقطع رأس جميع الإكليروس المسيحي. وقد حدث أن كان سيكستوس يعلّم كلمة الله عند دياميس كاليستوس ففاجأه الرومان وقطعوا رأسه هو وسبعة شمامسة كانوا معه، فدُفنوا في المقبرة ذاتها.
إن مأثرة واستشهاد القديسين لورانت وسيكستوس الثاني قد لقيا تعبيرهما الفني الأسمى في مجموعة الجدرانيات التي رسمها فرا انجليكو (1387 - 1455) في كنيسة نيقولاوس الخامس في الفاتيكان.