Picture
من 22 حزيران 816 إلى 24 كانون الثاني 817

ذهب هذا البابا إلى ريمس لتتويج وتكريس ابن شارلمان: لويس التقي. جرى العمل بهذا الطقس لأول مرة في تلك المناسبة، وبذلك كانت الباباوية تحتفظ لنفسها حق تكريس وتتويج الأباطرة.


 
Picture
من 26 كانون أول 795 إلى 12 حزيران 816 أصله من روما.

ما إن انتخب لاون البابا حتى أرسل مفاتيح كاتدرائية القديس بطرس وعلم روما إلى شارلمان بصفته أب الرومانيين. وبذلك اعترف رسمياً بسلطته الملكية. كان لاون هذا كردينالاً كاهناً لكنيسة القديسة سوزان إلى يوم انتخابه. سعى لإنجاز التحفة الفسيفسائية الضخمة في التريكلينيوم التي تحمل اسم لاون الثالث وهي تمثّل القديس بطرس بين البابا وشارلمان؛ وقد تحددت هذه التحفة سنة 1734.
إن البابا لاون الثالث حسب قول المؤرخين، هو، قبل كل شيء، البابا الذي توّج الإمبراطور سنة 800 يوم عيد الميلاد.
احتفالات كثيرة جرت قبل هذا الاحتفال ولكنها لم تكن بجلالة وعظمة هذا الاحتفال.
كان للبابا أعداء في روما، وقد نشبت ثورة سنة 799 عومل أثناءها لاون الثالث بقساوة ونجا من الاغتيال. احتلّ ملك الفرنك منطقة الساكس بعد حملة عسكرية مضنية، فالتجأ البابا إلى شارلمان الذي كان آنذاك في بادربون، تلاحقه أعداؤه حتى البلاط، وهم يرشقونه بالاتهامات التي تمس كرامته؛ فأعاده شارلمان إلى روما تواكبه حماية تقيه كل شر. كان البابا شخصياً يتحفّظ كثيراً في حل القضايا.
جاء شارلمان إلى إيطاليا في شتاء سنة 800 فبرأ لاون الثالث من الاتهامات التي ألصقوها به في اجتماع رئسه ملك الفرنك وذلك في 23 كانون الأول، وفي اليوم الثاني جرى تتويج الإمبراطور. قد جرى هذا الاحتفال حسب الطقس المتبع في تتويج قياصرة البيزنطيين إذ لم يكن هناك ارتجال لهذا الاحتفال، بيد أنه لم يعرف من هو صاحب هذه المبادرة.
اتخذ عند ذاك شارلمان لقبه بجدية، وكان يصر في نفس الوقت على التفاوض مع بيزنطية التي كانت تظهر استياء دام سنوات طويلة. شعر الإمبراطور بأنه الوريث الوحيد والجديد لقسطنطين؛ فكان يظهر احتراماً للبابا غير محدود، ولكنه كان يتصرف وكأنه المسؤول عن الدور الأدبي للكنيسة.
سافر البابا سنة 804 مرة أخرى إلى الإمبراطور الذي كان يومذاك في فرنسا وبالتحديد في: ايكس لا شابل شمل نشاط البابا، في حقل الهندسة المعمارية، جميع كنائس روما إذ زيّنها وأغناها بالروائع الفنية ورممّها.

لاون الثالث هو البابا الذي أدخل عبارة "والابن" إلى قانون الايمان (ونؤمن بالروح القدس المُنبثق من الآب والابن)، الأمر الذي سببَ فيما بعد خلافات عميقة بين الشرق والغرب.

 
Picture
 من 9 شباط 772 إلى 25 كانون أول 795

يتميّز عهد هذا البابا، على الصعيد الإيطالي، بالتغيير الجذري الذي طرأ على العلاقات بين الفرنك والباباوية. خلال الحرب الجديدة، التي شنّها شارلمان على اللمبارديين، احتل بافيا سنة 774 (كان ديديه قد جاء بابني الملك الراحل كارلومان إلى قصره ولم يكن يخفي تأييده لحقهما في العرش) وقام بتتويج نفسه بتاج ملوك اللمبارديين، ولم يعد على الباباوية أن تخاف بعد ذلك اللمبارديين، ولكن ألا تشكل مجاورة وحماية الفرنك خطراً أيضاً؟ على كل حال، بقيت العلاقات جيدة بين الباباوات وشارلمان. كان البابا يطالب، بإلحاح، بالأراضي التي كان شارل قد وعد بأن يهبها للكرسي المقدس، لكن شارل، الذي أصبح ملكاً على إيطاليا، لم يكن مصمّماً على التنازل عن ملكيتها، والبابا اكتفى بالمطالبة فقط، وارتضى بأن يتوّج بيبان الفتيّ، ابن شارلمان، ملكاً على إيطاليا. هنا سؤال: هل كان البابا الحاكم الفعلي لدولته؟ فنرى أيضاً، أنه ابتداء من سنة 721، بدئ بتأريخ الوثائق الباباوية انطلاقاً من سنوات الفترة التي جلس فيها البابا حبراً على الكنيسة وليس انطلاقاً من حكم قيصر بيزنطية، ولكن شارل، ملك الفرنك وملك إيطاليا في آن معاً، بقي محتفظاً بلقب أب الرومان، اللقب الذي كان قد منحه أسطفان الثاني لبيبان لو بريف. أما في بيزنطية فقد انتهى النزاع الذي انتشب لمحاربة الأيقونات؛ إذ في سنة 787 التأم في مدينة نيقيا مجمع نيقيا الثاني بناء على مبادرة الإمبراطورة ايريني الوصية على ابنها قسطنطين السادس، وقرر، هذا المجمع، إعادة تكريم الصور، مما أعاد اللُحمة بين كنيستي الشرق والغرب.
نرى، من جهة ثانية، أنه عقد مجمع للفرنك في فرانكفورت، ودان تكريم الصور ومقررات مجمع نيقيه الثاني، لخطأ الوثائق المجمعية.
اهتم أدريانوس بأشغال شؤون مدينة روما؛ فباشر بتزيين العديد من الكنائس كما اهتم أيضاً يتموين سكان المدينة الذين عانوا من مجاعة مزمنة مرجعها كسلهم.

 
Picture
من أول آب 767 إلى 24 كانون الثاني 772 أصله من صقلية.

عندما توفي بولس الأول، حدثت ولأول مرة في تاريخ الباباوية، محاولة ضغط عنيفة على عملية الانتخاب وذلك عندما فرض الدوق توتو دي نيبي شقيقه العلماني "قسطنطين الثاني" كبابا زور، وملك اللومبارديين ديديه فرض من جهته، "فيليبُس". وبعد ثلاثة عشر شهراً خُلع أول هذين الباباوين الزور؛ أما الثاني فقد اعتزل بعد فترة قصيرة. فجرى هذه المرة انتخاب قانوني، كان للشماس الطاغية كريستوفر، في الحقيقة، تأثير عليه. فقئت عينا البابا الزور "قسطنطين" وحورب حزبه بشكل دموي. وأظهر أسطفان الضعيف عجزه عن التدخل. كانت تلك الأحداث مؤشراً لتفجّر صراعات حزبية رهيبة على الباباوية في القرنين التاليين. حظي أسطفانوس بتأييد ابني وخليفتي بيبان شارل وشارلمان. دعا إلى عقد مجمع سنة 769 لإدانة البابا الزور، الذي فقئت عيناه، مرة ثانية وبالتالي يضطهده، إذ أن كريستوفر هو المسؤول عن المصير الذي لقيه هذا البابا الزور.
قرر المجمع أنه ابتداءً من ذلك التاريخ لا يحقّ إلاّ للكرادلة الشمامسة والكرادلة الكهنة فقط أن ينتخبوا باباوات. أما انتخاب العلمانيين فكان يعاقب بالحرم. كان العلمانيون أنفسهم محرومين من حق الاقتراع، خلافاً للعادة المرعية الإجراء حتى ذلك الوقت. أما الذين كانوا يتمتعون بحق الاقتراع فهم جماعة الاكليروس فقط. لكن هذه القرارات لم تؤخذ بعين الاعتبار إلاّ في القليل من الأحيان وعلى مدى حقبة طويلة أيضاً. حفلت بقية عهد أسطفان بالمضاعفات السياسية التي وقعت في إيطاليا بسبب مطامع ديدييه، ملك اللومبارديين، والخلاف الذي كان يتفاقم بين ملكي الافرنج الشقيقين شارل وشارلمان. بعد موت شارلمان، أصبح شارل سيّد المملكة الأوحد.


 
Picture
من 29 أيار 757 إلى 28 حزيران 767 أصله من روما.

كان هذا البابا شقيقاً لسلفه اسطفان الثاني واتبّع سياسته؛ ثم إنه عندما استنجد بالملك بيبان للقضاء على ثورة جديدة، أفهمه الملك بأنه لا يستطيع تعبئة الفرنك لدى كل انتفاضة لومباردية، ثم في غضون ذلك اتخذت محاربة الأيقونات في بيزنطية وجهةً سياسية مناوئة للرهبان مناوءةً سافرة وتطورت حتى أضحت اضطهادات حقيقية. حاول الإمبراطور أن يكسب صداقة بيبان لكنه لم يفلح.


 
Picture
من 26 آذار 752 إلى 26 نيسان 757 أصله من روما.

إنّ أكبر حدث جرى في عهد اسطفانوس الثاني كان تدخل الفرنك في إيطاليا. أما قصة هذا التدخل فتتلخص؛ بأنه عندما وقعت غزوات لومباردية جديدة، لم يكن باستطاعة بيزنطة تقديم أيّة مساعدة، وملك اللومبارديين لم يوقف هجومه، فذهب البابا حينذاك إلى فرنسا ليطلب النجدة شخصياً من الملك بيبان. إن هذه الأحداث يرويها لنا مصدران: الأول: تواريخ الفرنك، الثاني: كتاب الحبريات، يختلف سرد هذين النصّين التاريخيين للأحداث ولكنهما يكملان بعضهما. عبر البابا جبال الألب سنة 753، فالتقى بالملك بيبان في بونتيون بموجب مخطط (بروتوكول) مدروس بدقّة، فأمسك الملك بلجام حصان البابا دليل احترام. أما البابا فقد ارتدى في اليوم التالي ثوب التائب وانطرح أمام الملك طالباً إليه أن يأتي ويدافع عن القديس بطرس ضد اللومبارديين. مكث البابا عدة أشهر في فرنسا وتوّج ببيان مرة أخرى كما توّج ولديه شارل وكارلومان، وقد جرى الاحتفال في دير القديس دونيس. لم يحظ بيبان بسهولة على موافقة الفرنك لشنّ حملة عسكرية ضد اللومبارديين، لمتانة الصداقة التقليدية بين اللومبارديين والفرنك. كان لابد من شنّ عدة حملات فرنكية (سنة 755 , 756) لإخضاع اللومبارديين. ثم وهب بيبان الأراضي التي احتلها، أو بالأحرى حررها، للبابا.
لم يعد هناك من أثر للسيطرة البيزنطية: فقد اختفت نهائياً حاكمية رافينا على كل حال...
لم لدينا أو بحوزتنا نصّ هبة بيبان للبابا؛ وإنه لمن المستحيل إعادة تحديد حجمها الحقيقي بالرجوع إلى الاتفاقات السابقة، بيد أنه لمن المؤكد أنها تثبت - بناء على الفتح الافرنكي - الحقوق السياسية للكرسي المقدس والتي عليها ستنشأ الدولة الباباوية في المستقبل...
أما في ما يخصّ التدخل الافرنكي - الذي يسمح للمملكة اللومباردية باستمرار البقاء - فتطرح مسألة هبة قسطنطين الشهيرة. إنه سند مزوّر وباطل (راجع حديث القديس سلفستروس الأول) وهب الإمبراطور قسطنطين بموجب هذا السند إيطاليا وكل الغرب الروماني للبابا؛ فقد ورد في هذا السند كل تفاصيل الاتفاق (البروتوكول) الذي عقد خلال اللقاء الذي جرى بين البابا والإمبراطور بدقة (البروتوكول الذي بموجبه سوّيت قضية مقابلة بونتيون). ربما كتب هذا السند وصيغ بهذا الشكل حتى يكون وثيقة أساسية في يد الباباوية تتحول على أساسها "الهبات" الافرنكية لمصلحة الكرسي المقدس. هذا السند المزوّر سوف يستعمل فيما بعد في المراسيم المزوّرة.
إن التدخل الافرنكي في إيطاليا كان فاتحة للتدخل الفرنسي لمصلحة الكرسي المقدس الذي استمر أكثر من ألف سنة.
عندما شاهد الفرنك خدام كنائس البابا الخاصة وهم يؤدّون مراسيم الاحتفالات الدينية حسب الطقس الروماني ففضلوا هذا الطقس الأكثر تفوقاً واستعملوه بدلاً من الطقس "الغاليكاني".


 
Picture
من 10 كانون أول سنة 741 إلى 22 آذار سنة 752

كان هذا اليوناني الجنسية آخر بابا شرقي، تميّز بطيبته وذكائه. استمر في سياسة الصداقة مع الفرنك التي كان قد باشر بها أسلافه. وافق بصورة قاطعة على اعتلاء "بيبان لو برف" العرش وعلى شرعية لقبه الملكي. توّج بونيفاسيوس بيبانَ ملكاً سنة 751، وكان هذا أول تتويج في التاريخ لملك يتم بتفويض باباوي. عقد زكريا معاهدة سلام مع اللومبارديين. أما في بيزنطية استمرت محاربة الأيقونات في عهد قسطنطين الخامس ابن لاون الثالث.

توجد على أحد جدران كنيسة السيدة القديمة في روما صورة كبيرة للبابا رُسمت سنة 741.


 
Picture
من 18 آذار 731 إلى 29 تشرين الثاني 741 من مواليد سورية.

كان هذا هو آخر بابا يطلب من قيصر بيزنطية تثبيت انتخابه. وقد واجه هذا البابا نفسه المشكلات التي واجهها العهد السابق:
في الشرق استمرار اضطهاد الأيقونات.أما في إيطاليا فقد بقيت المشكلة اللومباردية على حدّتها.
راح غريغوريوس الثالث يسعى للحصول على دعم ومساندة الفرنك. لكنّ شارل مارتل لم ير وجوب التدخل كلما طلب البابا النجدة منه ضد غزوات اللصوصية والنهب التي كان يقوم بها لاون الثالث الايصوري، لكنه وضع وينفريد - بونيفاسيوس - تحت حمايته الشخصية عندما انطلق بونيفاسيوس في إرسالياته إلى البلاد الجرمانية. أما وينفريد - بونيفاسيوس - هذا فقد سمي أسقفاً لجرمانيا مع صلاحيات مطلقة. ومما هو جدير بالذكر أن شارل مارتل قد أوقف تقدّم وزحف الإسلام في الغرب (معركة بواتيه سنة 732).ـ


 
Picture
من 19 أيار 715 إلى 11 شباط 731 أصله من روما.

هناك ثلاث نقاط رئيسة هامة، في عهد هذا البابا، يجب التوقف عند كل منها:

النقطة الأولى: توتر جديد مع بيزنطية نتج عن فرض ضرائب بيزنطية على إيطاليا، وعن النزاع الذي نشب حول محاربة الأيقونات. قد اتخذت فعلاً السلالة الايصورية، التي وصلت إلى الحكم سنة 717، موقفاً عنيفاً ومتطرفاً ضد تكريم الصور (خاصة: بموجب مرسومي سنة 726 وسنة 730). كان الإمبراطور لاون الثالث ناوياً على اغتيال البابا وإقامة بابا زور مكانه؛ فدافع اللومبارديون عن غريغوريوس الثاني، وفوق ذلك، انتفضت إيطاليا بأسرها وطردت الحاكم البيزنطي، ولمّا هدّد لاون البابا غريغوريوس بمصير كمصير مرتينوس الأول ردّ عليه البابا برسائل جريئة وشديدة اللهجة فيها تحدّدت نسبة القوى الحقيقية. ما إن احتل حاكم رافينا روما حتى وقعت اجتياحات لومباردية جديدة جعلت موقف البابا صعباً للغاية لأنه كان يتجنب وقوع قطيعة نهائية مع قيصر بيزنطة.

أما النقطة الثانية: ذات الأهمية في عهد البابا غريغوريوس الثاني، فهي إقامة علاقات ودّية مع شارل مارتيل  الحاكم الفعلي لمملكة الافرنج؛ ومما يلاحظ أن الباباوية كانت تسعى للحصول على دعم من تلك المملكة ضد بيزنطية وضد اللومبارديين في آنٍ معاً.

النقطة الثالثة: مما يذكر أنه في سنة 718، فيما كان الراهب "الانكليزي وينفريد" (بونيفاسيوس فيما بعد) يزور روما لتقديم تقرير للبابا عن إرساليته، فكلفه البابا بتبشير جرمانيا وجعلها مسيحية.


 
Picture
من 25 آذار 708 إلى 9 نيسان 715

كان هذا البابا سورياً (سريانياً)، وهو البابا الثالث والأخير في التاريخ الذي سافر إلى بيزنطية. وقد نجح في إبرام اتفاق بخصوص مجمع القبّة (ترللو) الذي عقد سنة 692. بعد ذلك بثلاثة أشهر اغتيل يوستنيانوس الثاني، وهو آخر واحد من سلالة هيرقل، الوحش الذي يشبه فوكاس في سالف العصر. رأى البابا الجماهير تطوف برأس يوستنيانوس، في موكب ثائر مريع مطلقة صيحات البهجة والفرح، عبر شوارع روما، إذ جيء برأسه إليها. إن هذا الحدث كان بمثابة الرمز الدموي للقطيعة مع كنيسة الشرق. حاول فيليبيكوس بردانيس المغتصب إعادة إحياء مذهب المشيئة الواحدة في المسيح (مونتولية) بالقوة. أبى البابا قسطنطين الاعتراف رسمياً بهذا المغتصب وقد كرّس بذلك القطيعة السياسية مع بيزنطية.